تعرف على ديانة أقدم إنسان عاقل مكتشف بالمغرب ودلائل أقدميته على آدم وحواء
تعرف على ديانة أقدم إنسان عاقل مكتشف بالمغرب ودلائل أقدميته على آدم وحواء – بقلم : حمودة إسماعيلي
لم يتقبل الكثير من الناس، حسب المنشور السابق، فكرة مقارنة آدم وحواء بإنسان المغرب المكتشف مؤخرا، على اعتبار أنني لا أمتلك إثباتا قاطعا يحسم الأمر بقضية آدم، هذا من جهة؛ وبين لامنطقية دمج آدم أساسا (من جانب أنه محض أسطورة أوغاريتية) بالكشوفات العلمية المادية الملموسة، من جهة أخرى. بالنسبة للمنطلق الأول، فأنا لا أشتغل بالمقاطعة لأحضر عقود ازدياد موثقة لآدم وحرمه، ومن منطلق ثان فالفكرة تتجاوز نظرية الأخدود، وهي حيث يتلقن الناس التفكير كالقنادس وهي تحفر جحورها، وكل جحر يماثل مجالا منفصلا لا يتداخل مع الآخر. لكن حينما يتعلق الأمر بأصل الإنسان وماهيته فالأنهار كلها تصب في بحر “ما الإنسان ؟” : وهو السؤال الذي أوقف بسببه مارتن هايدغر تاريخ الفلسفة مستدعيا كل مجالات الاشتغال الفكري بما في ذلك حذاء الفلاح (لوحة) لدى فان غوخ والنافورة بشعر هولدرلين. ولا يختلف الموقف عن تتبع الباحث إسرائيل فلكنشتاين قوم بني إسرائيل عبر الحفريات الأثرية، وتطرق سورين كيركغارد لجدلية القلق والإيمان من خلال حادثة ذبح النبي إبراهيم لإبنه، وتحليل سيغموند فرويد للنبي موسى، وهو (فرويد) الذي يذهب حد اعتبار أن الشخصيات التاريخية قد تكون محض تهيؤات متوارثة.
بالنسبة للحسم في قضية المقارنة، سواء تعلق الأمر بأسطورية آدم أو لا وباختلاف العقائد والمقاربات، فإن النصوص والدلائل المتوفرة تتحدث بأكثر مما نحتاج. أول دليل حاسم بشأن أقدمية الإنسان المغربي هو الاختلاف المناخي لكوكب الأرض، فآدم يعيش بمجتمع زراعي، وسأتطرق بسرعة لدلالة الأمر ولتفصيله فيما بعد، فمن الظاهر سواء بالعهد القديم الذي يعتبر مرجعا أقدم من القرآن أو حتى بالقرآن نفسه، أن مجتمع آدم وحواء هو مجتمع زراعي انطلاقا من صراع قابيل وهابيل، ولا يؤثر الأمر حتى لو كان آدم يكبر ابنيه ب1000 عام ! لأنه حسب ما جاء بالنصوص الدينية أن “قابيل (كان) عاملاً بالأرض أما هابيل فكان راعياً للغنم.. قابيل قدم من ثمار الأرض قرباناً للرب. وقدم هابيل أيضاً من أبكار غنمه ومن سمانِها” (سفر التكوين)؛ وبالقرآن “إِذْ قَرَّبَا قُرْبَانًا فَتُقُبِّلَ مِن أَحَدِهِمَا وَلَمْ يُتَقَبَّلْ مِنَ الآخَرِ” (سورة المائدة). بذلك، فالزراعة وتدجين الحيوانات وتقديم القرابين، هي ممارسات اجتماعية مرتبطة بالمجتمع الزراعي الذي لا يتجاوز تاريخه 8000 سنة.
بالنسبة للإنسان المغربي لم يكن بإمكانه أن يقوم بنفس الممارسات لأن بيئة الكوكب لا تسمح بعد، فالعصر الحجري (الباليوليتي) شهد مناخا قاسيا جعل الإنسان يحتمي معظم وقته في الكهف، وقد تم اكتشاف الجماعة المذكورة وهي مختبئة بكهف، فالكهف عند هذا الإنسان هو بيت وملجأ ومعبد بنفس الوقت. الزراعة لم يكن من الممكن إحداثها إلا بعد تقهقر عصور الجليد وتغير المناخ قبل 10000 سنة فقط، أما تدجين الحيوانات وتقديمها قرابين فهي ممارسات حضارية تعود ل5000 سنة أو 8000 سنة على الأكثر.
أما الممارسات الاجتماعية التي كانت متوفرة بعصر الإنسان المغربي قبل 300000 سنة، فهي استخدام الأدوات الحجرية المعقدة والمصممة باليد، استخدام النار، ودفن الموتى، ويرجح استخدام كذلك الخشب والحجارة لغرض البناء. بالنسبة للممارسات الاجتماعية بهذا العصر لم يكن من الممكن فصلها عن الممارسة الروحية، ولا يستبعد ظهور المقدس، وهو شرط أساسي لنشوء الدين. يقول خزعل الماجدي بكتاب أديان ومعتقدات ما قبل التاريخ : “إن فكرة الدين التي تستند إلى جوهر واحد هو – وجود المقدس – يمكن أن تكون قد بدأت من النار لأنها تحمل نمطا خاصا يختلف عن بقية ما يراه الإنسان في عالمه، لقد كانت النار أول مقدس احتك به الإنسان لكنه مقدس غائر في البعد والقدم، كذلك؛ فإنه مقدس غفل لأنه لا يستدعي فصلا بين عالمين، معروف ومجهول، إنساني وإلهي، بل شكلت النار أول إشارة للخوف والرهبة والدهشة والجمال والمنفعة”. باعتبار أن اكتشافها يعود لأكثر من نصف مليون سنة. إن الفكرة الأساسية هنا هي التخلص من المفهوم الاستبدادي للأديان الشمولية – التي تعتبر المراحل الأحدث عهدا بتاريخ الروحانية – والذي (المفهوم) يقول بأن الدين يجيب على كل الأسئلة بشكل حصري، فما هي وظيفة العقل بعد هذا ؟ لعب السودوكو ! العقل هو المرتهن بالتحري والمقاربة والنقاش وليس التحجر اللاهوتي وتصريحات الاختباء المضحكة على غرار حمودة إسماعيلي محشش، ومروج أفكار ماسونية لواه المسيح الدجال، لا أفهم أي استفادة من قول هذه الحماقات لنفي المعطيات، حشمو شوية ولا نبدا نطرش !