كيف تستفيد من صديقك “الغبي” ؟!
كيف تستفيد من صديقك “الغبي” ؟! – بقلم: محمد عادل
كثيرون منا لديهم ذلك الصديق الذى قد ندعوه “غبيا”, وكثيرون منا يعانون ايضا فى صحبة ذلك الصديق “الغبى”, خاصة اذا كانوا مجبرين على مرافقته وحصبته, واذا كانت الاقدار جعلت التعامل معه حتميا, وقد يكون “الشخص” الغبى, صديقا او زميلا فى العمل او زميلا فى الدراسة او حتى من افراد الاسرة او العائلة, ولهذا, ففى هذا المقال, محاولة لمعرفة كيف يمكن ان نستفيد من مرافقة والتعامل مع الشخص “الغبى” عموما, والصديق “الغبى” خصوصا.
1-على المستوى النظرى او الفكرى:
كثيرون منا يعانون, عند تعاملهم مع الصديق “الغبى”, عندما يحاولون توصيل فكرة ما اليه, من انه “بطئ الفهم” او انه يحتاج الى الكثير من الشرح والايضاح واعادة الشرح والايضاح لكى يستوعب الفكرة ولكى تصل اليه, وانه قد يتسرع فى الحكم على الفكرة او يحكم عليها بسطحية او يعمم التعميم الاعمى.
وبالرغم من الصعوبات التى نواجهها فى توصيل الفكرة, والصعوبات الاكثر التى نواجهها فى تغيير حكمه السطحى او المتسرع او المعمم عليها, فنحن عندما نحاول ان نشرح له فكرة ما, فنحن نبذل جهدا اكبر بلا شك,فنحاول ان نكون اكثر دقة فى التعبير عن الفكرة وان نبسطها ونوضحها قدر الامكان, وبالرغم مما قد تستنفذه تلك العملية من وقت وجهد, الا انها تزيدنا فهما اعمق للفكرة التى نشرحها, و توصلنا الى صيغة او طريقة ابسط واكثر ايضاحا لتوصيلها وافهامها الى الغير, واننا نكون قد مررنا باصعب متلقى يمكن ان نضطر الى نقاشه, فاذا نجحنا فى افهامه اوايضاح الفكرة له وتبسيطها, حينها ستكون مهمة ايصالها للغير كما اشرنا, اسهل بكثير, ومن الممكن ايضا ان نجد فى فكرة او رأى ما خطأ او تناقضا لم يتضح او لم نقف عليه قبل شرحها وبسطها, فعندها نتأكد من صحة افكارنا وارائنا, او نعدل ونحسن فيها. وهكذا نكون استفدنا من صديقنا “الغبى” على المستوى النظرى او الفكرى, قدر الامكان.
2-على المستوى العملى او السلوكى:
ويمكننا كذلك ان نستفيد من صديقنا “الغبى” على المستوى العملى او السلوكى, حيث انه اذا كان فاعلا ومكررا “للحماقات”, واذا كنا برفقته او استمعنا اليه يحكيها الينا, فاننا فى الحالتين نستفيد من تجريته وخبرته, ونتاكد من ان بعض الافعال او السلوكيات التى اعتقدنا انها غير ناجحة او محرجة مثلا, نتاكد حينها من اعتقادنا هذا, و نستفيد من تجربته فى ان بعض الافعال او السلوكيات التى اعتقدنا انها ناجحة, ندرك من تجربته ونتعلم منها انها ليست كذلك, فنوفر على انفسنا التجربة, او على العكس, فقد نستفيد من تجربة “حمقاء” او “طائشة” له, ونتعلم منها ان سلوكا ما اعتقدنا انه “محرج” او “طائش” انه احيانا غير كذلك.
وقد نستفيد ايضا حينما نحاول ان ننصحه او ان نوضح له لماذا نظن ان فعلا او سلوكا معينا “طائشا” او “محرجا” او غير نافع, وفى هذا النصح نكون اكدنا للانفسنا على صحة سلوكنا ووجدنا التبرير النظرى او العملى له, من جهة, او قد نصل الى حلول لمشكلات ومواقف قد تواجهنا نحن فى المستقبل, من جهة اخرى, ويمكن ان نعد هذا “تدريبا” لنا على التفكير وحل المشكلات عموما. وهكذا, نكون قد حاولنا الاستفادة قدر الامكان من صديقنا “الغبى”, على المستوى العملى او السلوكى ايضا.
وأخيرا:
فلسفة او دلالة هذا المقال تكمن فى فكرتين, الاولى: ان نحاول التعايش مع الاوضاع التى نواجهها اذا لم نكن قادرين على تغييرها او تبديلها.
الثانية: ان لكل شئ مهما كنا نظنه سلبيا, جانبا ايجابيا, والحكمة تكون فى معرفة هذا الجانب ومحاولة الاستفادة منه قدر الامكان.
وهكذا, نكون حاولنا فى هذا المقال الوصول الى الطرق التى نستطيع من خلالها ان نستفيد من صديقنا “الغبى”!