ماذا لو لم يكن المسيح موجوداً؟
ماذا لو لم يكن المسيح موجوداً؟
عزيزي القارئ، مهما كان اعتقادك يجزم بأن يسوع هو ابن الله، فإن حقيقة وجود يسوع كشخصية تاريخية نادرا ماكان موضع جدل.
هل يجب علينا أن نفكر إن كان يسوع قد وجد فعلاً كشخصية حقيقية؟، يستاءل الباحثون التاريخيون الآن حول هذا الموضوع.
تم الرجوع إلى كافة النصوص المسيحية واليهودية والرومانية، وكتب الآثار اليهودية للمؤرخ “فلافيوس جوزيفوس” والتي كتبت حوالي 93-94 ميلادي، تذكر يسوع التوراتي في الكتب 18 و20.
في حين أن الروماني “Tacitus” تكلم عن شخصية نعتها بوصف “كريستوس” وإعدامها من قبل “بيلاطس البنطي”.
ومع ذلك، يتساءل المؤرخون والمدونون على نحو متزايد عما إذا كان الرجل الذي يدعى يسوع كان موجوداً بالفعل، فهو قد لا يكون أكثر من مجرد شخصية تاريخية ك”هرقل” أو”أوديب”.
لوحة “التجلي” لرفائيل
والكثير من الكتب اليوم تتناول هذا الموضوع من زاوية أخرى، مثل كتاب رضا أصلان (المتعصب: حياة وزمن يسوع الناصري)، وكتاب (المسمر: عشرة أساطير مسيحية تظهر بأن المسيح لم يوجد إطلاقا)للكاتب “ديفيد فيتزجيرالد”، وكيف أصبح يسوع إلهاً للكاتب “بارت إهرمان”.
ويشير المؤرخون إلى عدم وجود مصادر تاريخية موثوقة. فمعظم القصص التي تتحدث عن يسوع مصادرها مسيحية بالطبع، وحتى هذه هي قصص سردت من قبل طرف ثالث بعد سنوات من وفاته.
من الغريب أن الكتاب المقدس لم يذكر حياة يسوع بين سن 12 و30، وهذا الإغفال يبدو واضحا جدا ليبدو أن المسيح قد عاش ليكون في عمر 33 فقط.
مشكلة أخرى، هي بأن القصص التوراتية القليلة لديها اسم حقيقي مرتبط بها، بل رسول “وقّع” على المخطوطة.
وحتى عندما توجد مصادر غير مسيحية، يشكل هذا إشكالاً.
وقد جادل فيتزجيرالد بأنه لقرون، علماء المسيحية المهمين كانوا أنفسهم مسيحيين، وحتى الروايات العلمانية تعتمد اعتمادا كبيرا على القصص الدينية التي شكلت الأساس، ولذلك لايمكن اعتبارها مصادر مستقلة.
كتاب “المسمر: عشرة أساطير مسيحية تظهر بأن المسيح لم يوجد إطلاقا”
وقال المؤرخ “ريتشارد كاريير” أنه حتى الإشارات ليسوع في عمل جوزيفوس كانت إضافات قام بها الكتبة المسيحيون، ويشير إلى أنه من الواضح بأن المقطع الخاص بإعدام المسيح من قبل بيلاطس، اقتطعت بوضوح من “إنجيل لوقا”.
ويعتقد “كاريير” أن شخصية المسيح قد استمدت من الكائنات شبه الإلهية من أساطير الشرق الأدنى في وقت سابق. وقال أن هذه الأساطير تطورت بمرور الوقت إلى الأناجيل.
بالطبع، قد يكون هناك داعية يهودي يدعى “يشوع بن يوسف”، وألهم الكثير من الناس بتعاليمه. ويعتقد معظم المؤرخين بوجود شخص حقيقي وأصبح أسطورة بمرور الزمن ولكن حتى هذا لا يمكننا أن نجزم بأمره.
المصادر: