لماذا تنجذب النساء للرجل المرتبط أكثر من الرجل الأعزب؟!
“كنت قد تركته قبل بضعة أيام، فهو كان يتلاعب بمشاعري بطريقة أصبحت تستفزني. فهمت في النهاية أنه يحبني فقط لأنني تحت قدميه متى شاء ذلك، فليذهب للجحيم! في تلك الليلة خرجت مع صديقاتي لنرقص وننسى همومنا، وخلال السهرة لمحته إلى البار، وتقف فتاة جنبه تلامس يديه بكل أنوثة. تأملتها جيداً في الظلمة، من هي التي برفقته؟ إنها جذابة، بشرتها بيضاء وناعمة وعيناها جريئتان تنظران في الفراغ خلف شعرها الأسود الأملس. شعرت بالنار تلتهب في شعري وركضت للخارج أبكي دموع القهر.
في الصباح المبكر، قصدت شقته لأتأكد أنه ليس برفقتها، وأخذت أتصل به لمدة ساعتين حتى استيقظ وأجابني: ماذا تريدين؟ قلت: أنا هنا. افتح لي الباب. أريدك الآن”. سارا، (27 عاماً).
“لزير النساء” حظ أوفر مع النساء من الرجل الأعزب المسكين. فغالباً نلاحظ أن الشاب، حين يخرج برفقة فتاة، تلتفت أنظار السيدات نحوه، وتشعر المرأة حين تنظر إليه جالساً مع حبيبته، أنها تريده أن يكون لها. بينما قد لا تكترث المرأة إلى الشاب الذي يكون بمفرده. حاولت عدة دراسات الكشف عن أسباب هذه الظاهرة، والإجابة عن السؤال التالي: لماذا يجذب الرجل المرتبط، خصوصاً الذي يطلق عليه لقب “الرجل اللعوب”، النساء أكثر من الرجل الأعزب؟
مخلوقات الطبيعة متشابهة: “الجغل” يبقى “جغل”
بالنظر بدايةً إلى أسلوب حياة الحيوانات، جرى اختبار نظرية المايت كوبيينغ Mate copying، أي تقليد الآخر في اختيار الشريك، على بعض الحيوانات مثل الأسماك والعصافير والثدييات. وقد اتضح أن هذه النظرية تنطبق على معظم الحيوانات. فحين ترى ذبابة أنثى ذبابة ذكراً يتزاوج مع أخرى، وذكراً آخر وحيداً، تتجه حين ترغب بالتزاوج نحو الذكر الذي كان برفقة أنثى أخرى، ولا تقترب من الذكر الوحيد.
وتحدث موقع بسيكولوجي توداي عن أسماك “الغابي”، وهي أسماك ملوّنة لديها أدمغة صغيرة لا تتعدى السنتيمترات، كانت بدورها موضع اختبار لنظرية “تقليد اختيار الشريك”. الأنثى من هذه الفصيلة، تميل تلقائياً نحو الذكر الذي يتمتع بألوان زاهية، وليس لونه باهتاً. ولكن ليس بالضرورة أن يسير الأمر دائماً على هذا النحو، فقد تتغير حين تدخل أنثى أخرى “على الخط”، وتختار لسبب ما، الذكر الباهت اللون، إذ أصبح هناك “منافسة” أخرى تريده، وبالتالي يكتسب جاذبية أكبر.
الدونجوان وبس!
لا يختلف عالم الحيوان كثيراً عن عالم الإنسان، فالبشر أيضاً يبدّلون خياراتهم تماشياً مع نظرية تقليد الآخر. وفي هذا السياق، قام كل من مايكل بلات وجيسيكا يورزينسكي باختبار مثير للاهتمام. فتمت دعوة 30 رجلاً و30 امرأة، وطلب منهم تقييم مجموعة من الصور وفق جاذبية الأشخاص، وبفضل تقنية الفوتوشوب تم التلاعب بالصور ليظهر كل رجل بوضعية مختلفة: مع امرأة جذابة للغاية، مع امرأة معتدلة الجاذبية، ومع امرأة أقل جاذبية. وأثبتت النتائج أن تقييم جاذبية الرجل ارتبط بمدى جاذبية المرأة الموجودة في الصورة. وبعد التحليل والتدقيق من خلال حركة العين، تبيّن أن المرأة توقفت بنظرها لوقت أطول عند صورة الرجل، الذي كان برفقة امرأة جذابة، ما يعني أنه حين شاهدت الرجل برفقة امرأة مثيرة، ازداد اهتمامها به بغض النظر عن شكله وجاذبيته الخاصة.
للوهلة الأولى، يبدو أن هذا الموضوع مثير للريبة، فالرجل المعروف بأنه “زير نساء”، لا يوحي بالثقة، كونه يتقن فن إغواء المرأة بامتياز، ويقضي وقته في مغازلة فتاة ومجاملة أخرى. والمرأة بطبيعتها حساسة، وتبحث عن الاستقرار، وتريد من الشريك أن يشعرها بالثقة والأمان. فما هو سر هذا التناقض في ميلها إلى الرجل “اللعوب”، برغم علمها بطبيعة علاقاته الملتبسة؟
انكب العلماء على محاولة اكتشاف الأسباب الكامنة وراء انجذاب النساء نحو الرجل المرتبط بامرأة اخرى، وبعد دراسات عدة اتضح أن السبب لا يتعلق بالرجل نفسه، إنما بطبيعة المرأة، التي تميل إلى “تقليد خيارات” أي امرأة تصادفها. فالشكل الخارجي للرجل يعدّ من الأمور الثانوية في هذا الموضوع، والسر يكمن في وجود امرأة ثانية في حياته. وكلما كانت هذه المرأة جميلة وساحرة، ازدادت غيرة المرأة الأخرى، وأرادت أن يكون هذا الرجل ملكها وحدها.
ماذا عن المرأة المرتبطة؟
بخلاف انجذاب المرأة نحو الرجل المرتبط بامرأة أخرى، أظهرت الدراسات أن الرجل ينفر من المرأة التي تكون بصحبة رجل آخر. فحين ينظر أي رجل إلى صورة امرأة إلى جانبها رجل آخر، يجدها تلقائياً أقل جاذبية وسحراً من تلك التي تكون وحيدة في الصورة أو بصحبة مجموعة فتيات.
وأكبر دليل على ذلك، ما يحصل في العلاقات العاطفية. فحين يكون الشاب على علاقة بفتاة، وتقرر الانفصال عنه من دون وجود تبريرات مقنعة وأسباب واضحة، يظل يحوم حولها ويحاول جاهداً أن يستعيدها، إلى أن يراها برفقة رجل آخر. حينها فقط يشعر بنفور كبير، ويتحول حبّه إلى كراهية، كونها اختارت رجلاً آخر مكانه، فيقرر الخروج من المنافسة من تلقاء نفسه، ويبدأ بالبحث عن فتاة أخرى.
الرغبة الجنسية مرةً أخرى
بخلاف ما يقال عن إن حياة الـ”كازانوفا” صعبة، يبدو أن قول: “يا جغل ما يهزك ريح” يتناسب أكثر مع الواقع. فالمرأة تحب الرجل الساحر والجذاب، وبالرغم من أنها تنزعج أحياناً من تصرفاته الطائشة وقيامه بتوزيع الابتسامات والنظرات المغرية لنساء أخريات، علاقتها به تساهم في ازدياد الرغبة الجنسية لديها.
حاول العلماء اكتشاف إذا ما كان انجذات المرزة إلى الرجل المرتبط بامرأة أخرى يتعلق أيضاً بالرغبة الجنسية. في تجربة أقيمت على طالبات في العشرين من عمرهنّ، تم استدعاء 439 طالبة على علاقة عاطفية لأكثر من سنتين، وطلب منهن الإجابة عن مجموعة من الأسئلة لمحاولة تحديد مدى اعتقادهن بأن شريكهنّ مثير جنسياً بالنسبة لهن ولغيرهن من النساء. بعدها، طلب منهن البوح بمدى رضاهن الجنسي وقدرتهن على الوصول إلى النشوة الجنسية مع الشريك، وأثبتت النتائج أن المرأة التي تجد أن شريكها جذاب تصل إلى النشوة الجنسية بشكل أسرع من غيرها. كما تبين أن المرأة التي تجد أن شريكها يلفت نظر النساء ويجذبهن، يصبح بالنسبة إليها قنبلة إثارة، وهذا ما يمكنّها من الوصول إلى النشوة الجنسية بشكل مستمر.
باختصار تختلف طبيعة الرجل عن طبيعة المرأة لناحية الانجذاب نحو الشخص المرتبط. وكما أشرنا سابقاً، سيبقى الرجل “اللعوب” محاطاً بالفتيات الجميلات، وفق نظرية “تقليد اختيار الآخر”. وبالتالي، إذا كنت تعتقد أن حظك سيىء مع الفتيات، وتحاول جاهداً إنما من دون جدوى أن تلفت نظر صبية تعجبك، حاول أن تخرج برفقة فتاة تعرفها على مرأى من نظرها.
المصدر: رصيف 22