عرض مبسّط لكتاب “الإنسان الحائر بين الخرافة والعلم” – إعداد: أصالة عثمان
لكل عصر خرافاته… ولكل بيئة أساطيرها
بالرغم من تطور العلم مازالت الخرافة والأسطورة تسكن بيننا وتتخذ لها زاوية في كل عقل مهما كان صاحب العقل مثقفاً، بل وباتوا يحشرون العلم حشراً في الخرافة ليؤكدوا أن العلم تبناها وعجز عن تفسيرها ولكن الكاتب يبين زيف هذه الإدعاءات..
aljoumhouria
صدر كتاب الإنسان الحائر بين الخرافة والعلم ضمن سلسلة عالم المعرفة 1979 مكوناً من تسعة فصول في كل فصل يدحض المؤلف خرافة صدقها الناس واتبعوها وروجت لها وسائل الإعلام في بعض الأحيان..
العلاج الروحي بين الخدعة والحقيقة
يتحدث الكاتب عن عيادات العلاج الروحي التي سوق لها الإعلام والبعيدة عن المنطق والحقيقة ويتعرض في هذا الفصل لأكثر من مثال أبرزها مثال الدكتور نولين الذي هجر عيادته في قمة انشغاله وسعى يبحث عن حقيقة المعجزات الطبية وكتب بتجربته في مؤلفه ”الشفاء.. طبيب يبحث عن معجزة“ عن حقيقة كيف يقع الناس بالآلاف ضحايا لخزعبلات يجري تمثيلها بخداع متقن و ذُكر منها في هذا الكتاب العديد من القصص التي تعرض لها نولين والخدعة التي تسمى العلاج الروحي والعلاج بالطاقة وكيفية إقناع الناس بجدوى هذه الخزعبلات!.
العلاج بالخرافات في بعض الشعوب العربية
krishna
يدرج في المجتمع العربي العلاج على يد ”الشيخ“ أو ”الولي“ والعلاج بالحجابات أو تفسير البعض ”ومن المثقفين أحياناً“ لبعض الأمراض النفسيةعلى أنها مس من الجن والعفاريت وقد يكون العلاج من مواد تعافها النفس البشرية لطرد الأرواح الشريرة فيكون ضررها أكثر من نفعها! ويفسر الكاتب ما سبق بقوله:
إن معظم المعتقدات الغريبة والدارجة التي نشهدهااليوم في بعض طرق العلاج البدائية يرجع تاريخها إلى الأفكار التي راودت عقل الإنسان الذي عاش قبلنا بآلاف السنين… ولقد اعتقد أن ما يصيب الإنسان من أضرار وأمراض قد يكون نتيجة لعين حاسدة، أو أرواح خبيثة، أو مس من الجن، و انتقام من الآلهة بسبب ذنوب وأعمال ظالمة، أو اختلال في طالع النجوم، أو عدم توافق في أفلاك البروج، أو من عمل سحري ضار أو أي قوى خفية أخرى كانت لها في خياله مفاهيم شتى… والغريب أن هذه الاعتقادات القديمة لا تزال تعشش حتى الآن في عقول كثير من الناس…ليس فقط في أوطاننا العربية، ولكننا لمسناها في الشرق والغرب أيضاً
قوى خفية تنطلق من الكائنات الحية وقوى روحية خارقة تثني المعادن
يتعرض الكاتب في هذان الفصلان لتفنيد الادعاءات بأن الإنسان يملك طاقات خفية وقوى تتخطى الإدراك العقلي ويفسر العديد منها بشكل علمي مبيناً حقيقة كل الإدعاءات التي سعت لتصويرها كشيء علمي.
YouTube
إن منهج البحث العلمي الذي نمارسه في معاملنا وجامعاتنا يحتم علينا أن نتحرى الدقة في كل ما يقال، خاصة إذا كان خارجاً عن نطاق العقل ثم إننا لا ندعي القدرة على كشف كل خداع فكثيراً ما يكونون على درجة من حسن التصرف، أو خفة اليد، أو التهرب (في حالة الفشل) بطريقة تحفظ لهم ماء وجوههم
هل الشجر أرق إحساساً من البشر
في هذا الفصل يتحدث الكاتب عن خرافة مازالت تتجدد في أيامنا هذه بأن للنباتات عواطف قوية فهي تفرح وتكتئب وتصرخ…
shamanism
ومن الغريب أن الكتاب مضى عليه سنوات وسنوات لكنني منذ أيام قرأت مقالاً يدعي أنه علمياً يقول بأن الطماطم تصرخ ألماً عند قطافها! وهذا ما شجعني أكثر على التعريف بمحتويات هذا الكتاب والحض على قراءته
لا يقف الكاتب عند هذا الحد بل يتابع في رحلته لتخليص العلم من الشوائب التي التصقت به فيتحدث عن العلاج بالإبر الصينية والتنويم المغناطيس ومثلث برمودا والأطباق الطائرة ومعجزات الأهرامات ولعناته الخارقة للطبيعة مانحاً العقل حقه بالتفسير المنطقي لكل الخرافات التي صدعت رؤوسنا على أنها معجزات وفي النهاية لا يمكنني أن أختم الحديث عن هذا الكتاب الرائع إلا باقتباس منه
المعجزة هي كل ماعجز العقل البدائي أو العادي عن تعليله، فإذا درست الظاهرة التي يظنها الناس معجزة أو خارقة ،فإنه يمكن (في أغلب الأحيان) تفسيرها على أساس من دراسة وبحث وعلم وعندما تفسر ويدرك سرها، تنتفي في الحال معجزتها ولهذا يقولون: إذا بزغ نور العقل، ولى زمن المعجزات!