قراءة جديدة في مبحث الأنطولوجيا وتخبطات الفلاسفة العدميين – بقلم: شأس حمدان
العدم كمفهوم كلي ليس له مصداق مستمد من العدم الجزئي المستمد من الوجود؛ وكتعريف طبقا للانطوجيا هو مفهوم يرمز الى “الغياب المطلق للوجود” .
على سبيل المثال :- هذا المقال موجود وهو “قطعا” موجود ولا مجال للشك في ذلك؛ لو ان احدهم قام بحذفه فسيصبح “غير موجود” وسيكون قطعا قد انتهى وجوده وامسى فعلا غير موجود؛ لكن سيبقى صورة له في ذهني ويضاف اليها مفهوم اخر هو “عدم” وجود هذا المقال وهو مفهوم نستطيع عبره ادراك غياب المنشور او عدمية المنشور بعد وجوده .
نحن في تعريفنا للعدم الكلي او المتقدم اخذنا هذا العدم الجزئي او المتأخر “اي الانعدام بعد الوجود” ثم قام ذهننا بتعميم مفهوم العدم الجزئي على الوجود كله .. فنتج لدينا مفهوم كلي للعدم وهو يدلنا على غياب مطلق للوجود وهذا هو المقصود بالعدم؛ ولكن نحن لم نستطع ان نقيس العدم او نصل اليه او نثبته “كعدم” فحتى الفراغ ليس عدما بل تنتقل فيه الاشعاعات حتى لو فرغ من كل شيء واعلى ضغط فراغ تم قياسه هو ٠،٠٠٠٠٠٠٠٠٠١ باسكال؛ بمعنى ان الفراغ المطلق والذي قيمته الرياضية والفيزيائية تساوي صفر هو بالحقيقة شيء من اختراع ذهننا ولا مصداق له خارج محيط اذهاننا .
وهنا يتضح خطأ القول بأن الوجود قد يأتي من العدم لأن العدم اصلاً ليس الا مفهوما في اذهاننا ولا مصداق له خارجها فكل ما يمكن الاخبار عنه هو موجود وكل ما هو خارج اذهاننا سواء ادركناه ام لم ندركه هو موجود .
فطبقا للانطلوجيا الظاهرية وللفيزياء ايضا “الطاقة لا تفنى ولا تستحدث من العدم” اذا هذا الكون “قطعا” له منشئ ويستحيل نشوئه من العدم لان العدم اصلا احدى صور الوجود ومستمد من الوجود! .