اقول ذكرنا في المقال السابق أن تأثير الخمرة المحسوسة على النفس البشرية منحصر في محو الموانع والمعميات التي تكبل العقل وتمنعه من الالتفات لما في المحسوسات الظاهرة من تناسب وتكرار واتفاق وتناغم فإن حدث ذلك إلتفت العقل وقتها الى هذه الامور فأدرك تكرارات وتناسبات واتفاقات وتعاقبات وادراك هذه الامور هو مقتضى العقل بالطبع واذا نالت الطبيعة مقتضاها شعرنا باللذة لا محالة واستغرق عقلنا في هذه المدركات استغراقا تاما وهذا ا لاستغراق هو بعينه الحالة التي يعبر عنها بالاسكار ولكن الأمر لا يقتصر على ذلك بل إن استغراق العقل في ادراك التناسب والتكرار والتعاقب هو بدوره يكون سببا لاستيلاء الخيال على النفس وتحكمه فيها من خلال محاكاته للمعاني التي أدركها العقل وبما أن العقل مستغرق تماما في مدركاته فإنه سوف يكون غافلا تماما عن النفس وأحوالها وبالتالي فإن الخيال سوف يعمل بكل نشاط وحرية بدون ان يكذبه العقل لأن العقل مشغول عنه بمدركاته وهذا هو السر في قيام السكران بأفعال غريبة متهورة وذلك لأن الخيال متحكم فيه تماما فربما يتفق أن يرى شيئا مثل مراّّة او سكينا او مصباح فيدرك فيه معاني بينها تناسب او اتفاق او تكرارا فيستغرق العقل في هذه المدركات تماما ويغيب عن النفس واحوالها فيقوم الخيال بمحاكاة هذه المعاني بصور متخيلة تناسبها فيتخيل السكران مثلا ان شخص يريد قتله أو ربما ينظر لعمود في بناء فيه تناسب هندسي فيتخيل أن هناك إمراة جميلة أمامه فيقوم بأفعال تبعا لهذه التخيلات التي يراها وهنا يكمن السر في تحريم الشريعة للخمرة المحسوسة لانها تؤدي لقيام الانسان بأفعال وحركات في ظل غياب العقل
حالات اخرى للإسكار بدون خمر
وذكرنا كذلك أن حالة الاسكار قد توجد في الانسان بدون خمر مثل حالة الاطفال وذلك لأن الموانع والمعميات التي تحول بين العقل ومدركاته هي غير موجودة اصلا في الاطفال لأنهم لا شواغل عندهم ولا هموم ولا مألوفات ولا مأنوسات ولا عادات وبالتالي تكون عقولهم متحررة تماما من كل عوائق الادراك العقلي وهذا هو السر في ان معدلات نمو العقل تكون سريعة جدا في الاطفال وذلك لأنه لا يوجد عندهم عوائق تكبل العقل الى أن يبلغوا سن البلوغ فحيئذ تتزل سحب الغباء على عقولهم وأعني بسحب الغباء أي الشواغل والهموم من ناحية والمألوفات والمأنوسات من ناحية أخرى ولذلك فإن ما يعلمه الانسان في الخمسة عشر سنة الاولى من عمرة تعادل بل وتفوق كل ما يعلمه طوال حياته بعد ذلك باستثناء العبقري فإنه يظل طفلا دائما من هذه الناحية لأن العوائق تظل منتفية عنه طوال عمره وهذا هو سر العلاقة الوطيدة بين العبقرية والطفولة ولذلك فإن أهم سنوات التعلم في حياة الانسان هي الخمسة عشر سنة الاولى من حياته فيجب أن نهتم بتعليمه في هذه الفترة اهتماما كبيرا لأنه يكون له استعداد كبير للتعلم وقتها وهذا الاستعداد يقل كلما كبر في السن وانشغل بأمور الحياة المعتادة وألف الموجودات وأنس بالمحسوسات وعندئذ فإنه سوف يكف عن التساؤل ب (لماذا وكيف ) بعد أن كان يصدع رؤس ابويه واقاربه بهما وهو طفل ولكنه قد كبر الأن وصار لديه الاجابة الابدية الجاهرة لكل التساؤلات مثل (هي كدة ) او ( طبيعتها كده ) او (هي دي سنة الحياة ) وذلك لأنه وقع في فخ العادة وأسر المألوفات
خمرة الفن
ولكن يبدو أن الأدباء وأصحاب الفنون قد أدركوا سر الخمرة المحسوسة وعرفوا أن السبب الاكبر في غفلة الناس عن التناسب الموجود في المحسوسات هو أنها صارت مألوفة لهم وحصل لهم أنس بها فبطل ادراكهم لما فيها من معني التناسب فقام الادباء والفنانين باختراع اشياء فيها تناسب وهذه الاشياء عندما يراها الانسان فهو يراها لأول مرة تماما كما ان من يشرب الخمر المحسوسة فإنه يفقد الذاكرة بعض الوقت وبالتالي فسوف ينظر للمحسوسات وكأنه يراها لأول مرة وبالتالي فإنه سوف يلتفت الى ما فيها من تناسب فيحدث له حالة الاسكار ويغيب عقله في هذه التناسبات ويستغرق فيها وبالتالي يجد الخيال الفرصة سانحة ليستولي على النفس تماما ويقوم بمحاكاة المعاني التي ادركها العقل بصور متخيلة تناسبها وبالتالي تنفعل للنفس لهذه الخيالات وكأنها حقيقة وهذا هو سر الفن عامة فإن الشاعر مثلا يقوم بتأليف كلمات بينها تناسب موسيقى وغيرها من حيل الشعر وفنياته فإذا سمع الناس هذا ا لشعر فإن عقولهم سوف تلتفت للتناسب الموجود بين الكلمات من وزن وقافية ومحسنات بديعية فتغيب فيه وبالتالي يقوم الخيال بانتهاز الفرصة فيحاكي المعاني المتضمنة في هذاالشعر بخيالات تناسبها فتتأثر النفس بهذه الخيالات تأثرات عجيبة وذلك مثل قول المتنبي (والا تمت تحت السيوف مكرما — تمت وتقاسي الذل غير مكرم) فعندما تسمع هذا الشعر تتأثر به النفس تأثرا عجيبا وتجد من نفسك انبعاث للشجاعة والاقدام وللتهور وذلك لأن عقلك التفت للوزن الموسيقي بين الكلمات فاستغرق فيه وغاب فقام الخيال بمحاكاة هذه الصورة التي عرضها المتنبي في أبياته فتتخيل نفسك وأنت تقاسي الذي غير مكرم فتنفر نفسك من ذلك وينبعث غضبك ولن يقدر العقل وقتها على تكذيب هذا الخيال لأن العقل مستغرق تماما في التناسب الموسيقي والوزن والقافية والمحسنات البديعية وغائب عن احوال النفس تماما وهذا الغياب هو بعينه حالة الاسكار
سر الفنون
وهذا هو سر الفنون كلها وسر تأثيرها في النفوس وهو يظهر بقوة في الشعر والموسيقى وعندما تسمع لحن موسيقى فإنك تجد في نفسك احوال ووجدانات مثل مرح او حزن او شوق او غضب او جلال او رهبة او كبرياء وتتعجب وقتها من قدرة الموسيقار على التأثير في نفسك ولو تأملت لعلمت ان الموسيقار لا يفعل الا شئ واحد وهو ان يؤلف بين نغمات بتناسب واتفاق عددي فيكون لحنا موسيقيا وعندما تسمع هذا اللحن فإن عقلك يلتفت الى هذاالتناسب ويستغرق فيه تماما فيقوم الخيال بمحاكاة هذا اللحن بصور متخيلة فتنفعل نفسك لهذه الصورة المتخيلة بمشاعر وانفعالات مثل ان تسمع لحنا يوحي بصراع وقتال ودفاع عن النفس فيحاكيه الخيال بصور متخيلة مناسبة لهذه المعاني فترى نفسك في خيالك وانت تقاتل وترى الاعداء وهم يحيطون بك ويريدون الفتك بك فينبعث الغضب في نفسك انبعاثا قويا وتشعر برغبة قوية في سفك الدماء وقطع الرقاب وهكذا الامر مع كل لحن موسيقى فإن الخيال يحاكيه بما يناسبه من الصور المتخيلة فتنفعل النفس تبعا لهذه الصورة المتخيلة بحالات مختلفة ومشاعر مختلفة
عبقرية الفنان
فالفنان أدرك السر في عدم التفات الناس الى ما في المحسوسات من تناسب وذلك لأنهم ألفوا هذه المحسوسات وأنسوا بها فبطل ادراكهم لها فقام الفنان باختراع شئ فيه تناسب حتى اذا شاهده الناس او سمعوه التفتت عقولهم الى هذا التناسب فسكروا وصارت قلوبهم واقعة تحت قهر الخيال ولعل هذا هو السر في تأثرنا بالاشعار أكثر من تأثرنا بالقراّن وذلك لأن القراّّن صار مألوفا لنا من كثرة التلاوة والقراءة فبطل ادراكنا لما فيه من تناسب لغوي بديع فلا تغيب عقولنا وقتها وبالتالي لا يجد الخيال فرصة للاستيلا ء على النفس مثل قوله تعالي (يوم ترونها تذهل كل مرضعة عما ارضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى ولكن عذاب الله شديد ) فإن هذه الاّية لولا أن الناس قد ألفوها وانسوا بها من كثرة ترديدها وقراءتها لماتوا هولا ورعبا من تخيلهم لذلك العذاب الذي يجعل الام تذهل عن رضعيها او تسقط جنينها او يجعل الناس سكارى وما هم بسكارى وإن الدواهي لا تجعل الام تغفل عن رضيعها فأي عذاب هذا وأي هول هذا وأي فزع هذا الذي يصيب الناس بهذه الحالة ولو تركنا للخيال حريته في تمثيل ومحاكاة ما توحي بهذه الاّية لتكدرت علينا حياتنا وتنغصت علينا لذاتنا ولذابت اروحنا كذوبان الحديد في النار من شدة الفزع
غاية الفن
في القرن الماضي أي القرن العشرين كثرت المذاهب والاراء حول غاية الفن ومناهج النقد الادبي ولو اطلعت على ما كتبه الادباء العرب وحدهم لهالك كثرة المذاهب والاّراء وتحيرت تحيرا شديدا في أيها الصادق وأيها الكاذب فمنهم من قال ان (لا غاية للفن ) وهؤلاء هم اصحاب مذهب الفن من أجل الفن ومنهم من قال (للفن غاية ) وهؤلاء انقسموا فمنهم من قال غاية الفن هي الاخلاق وتهذيب النفوس ومنهم من قال بل غاية الفن هي المجتمع وخدمة المجتمع ومنهم من قال بل غاية الفن هي الدين وكل هذه مذاهب باطلة بل الحق هو ان غاية الفن هو إثارة حالة نفسية في نفس المتلقي أيا كانت هذه الحالة هل هي تهذيب اخلاقي ام انتماء اجتماعي ام شهوة ام غضب ام فسق وفجور أي أن هؤلاء قد ذكروا حالة واحدة من الحالات النفسية التي يمكن أن يثيرها الفن في النفس وقالوا بأنها هي الحالة الوحيدة المطلوبة من العمل الفني وانه لا حالة أخرى مطلوبة سوى هذه الحالة ومعنى ذلك أن خلافهم باطل من الأساس لأن الغاية هي إثارة حالة نفسية أيا كانت شهوة أم تقوى — وأما الذين قالوا بأن الفن يراد من أجل الفن فهم أشد بطلانا ايضا لأن شئ لا غاية منه هو عبث ولا يفعله عاقل أصلا
مناهج النقد الادبي
وكما اختلفوا في الغاية من الفن فقد اختلفوا في مناهج النقد الادبي اي المعرفة المراد الوصول اليها من نقد عمل أدبي فقال بعضهم (النص دلالة على صاحبه ) وهذه هي المدرسة النفسية وغايتها هي أن تتعرف على شخصية الفنان وطباعه من العمل الأدبي وقالت فرقة اخرى (النص دلالة على عصره ) وهؤلاء هم اصحاب المدرسة التاريخية وغرضهم ان يصلوا لمعرفة الاحوال الاجتماعية في ذلك العصر الذي تم فيه ابداع العمل الأدبي وقالت فرقة اخرى بل المقصود هو أن نعرف إن كان العمل الادبي محققا لشروط الجمال أم لا فلابد اولا أن نعرف شروط الجمال في ذاتها ثم ننظر هل هي متحققة في الاعمال الفنية أم لا وهؤلاء هم اصحاب المدرسة الموضوعية وقالت فرقة اخرى بل الغرض من النقد الادبي هو أن نعرف أثر العمل الأدبي على نفس المتلقي وما يثيره في نفسه من احوال ومشاعر وهؤلاء هم اصحاب المدرسة الانطباعية والحق في هذا الخلاف أن كل هذه المذاهب باطلة فأما المدرسة النفسية والتاريخية فلا يخفى بطلانهما لأنهما تركا العمل الادبي نفسه وجردا النظر لمعرفة احوال اجتماعية او شخصية وأما المدرسة الموضوعية والانطباعية فهما قد تناقضا مع بعضها من حيث الذاتية والموضوعية فكلاهما اتفقا ان معرفة اسرار جمال العمل الفني هو الغاية المقصودة من النقد الادبي ولكن الاولى قالت ان الجمال موضوعي وله قواعد متقررة دون اعبتار لاختلاف الناقدين اما الثانية فقالت ان الجمال نسبي وذاتي ويختلف من شخص لشخص والنقد هو ان ترسم أثر العمل الفني في نفسك او انطباعك عنه
حل الاشكال
فالموضوعية والانطباعية هما اقرب للمذهب الحق من المدرسة النفسية والتاريخية لانهما التفتتا الى الغرض الحقيقي من النقد وهو الجمال أي الحكم على العمل الفني بأنه جميل أو ليس بجميل وانما الاختلاف بينهما كان يدور حول هل الجمال موضوعي ام ذاتي ولو أنهم فصلوا معنى الجمال لانحل الاشكال لأن معنى أن الشئ جميل هو انه محقق للغاية المرادة منه فلابد أولا أن تعرف الغاية المرادة من العمل الفني حتى تعرف ان كان جميلا أم لا وبما ان الغاية من الفن هي اثارة حالة نفسية فإن العمل يكون جميلا إن كان محققا لهذه الغاية فإن استطاع عمل فني ان يؤثر فينا ويخلق حالة نفسية في قلوبنا فهو جميل لأنه قد حقق الغاية المرادة منه فننظر بعدها في سبب تحقيقه للغاية المرادة وذلك من خلال النظرية العامة التي وضعناها عن سر الفنون وهي ان تخترع شئ فيه تناسب يلهي العقل ويسكره حتى تسنح للخيال فرصة ليستولي على النفس ويحركها ويثير فيها الحالات النفسية فنبحث عن هذه الصورة في كل عمل أدبي او فني وننظر كيف قام الفنان بعمل شئ فيه تناسب وما هي المعاني التي ضمنها الفنان في هذا العمل حتى يحاكيها الخيال ولو نظرت وتأملت لعرفت ان الخلاف بين موضوعية وذاتية هو خلاف باطل لأن الموضوعي قال ان الغرض ان نعرف ان العمل الادبي محققا لشروط الجمال ام لا ) والانطباعي قال بأن الغرض هو أن اعرف أثره في ذاتي وليس بينهما تناقض حقيقي لو التفتنا لمعنى الجمال لانه لا معنى لوصف شئ بأنه جميل الا أنه محقق للغاية المرادة منه ولا غاية للعمل الفني الا أثره في النفس بايجاد حالات نفسية وبالتالي فأن بحثك عن كونه جميل ام غير جميل هو يتضمن بالضرورة معرفة اثره في نفسك أولا أيا كان هذا الأثر — نعم ربما تختلف الأثار النفسية حسب ما نفهمه من العمل الادبي اي المعاني المفهومة منه لأن الخيال يحاكي هذه المعاني المفهومة فإن اختلف المفهوم فلابد وأن يختلف الخيال المحاكي لها ولكن هذا الاختلاف في الأثار النفسية للعمل الفني الواحد لا يمثل فرقا في النقد الأدبي لان غاية النقد الادبي هو أن تعرف إن كان العمل محقق لغايته أم لا — وهو لا يكون محققا لغايته الا إن أثار فيك حالة نفسية دون اعتبار لطبيعة هذه الحالة او نوعية هذا الأثر بل المطلوب هو أن يكون هناك أثرا كيفما كان الأمر فوجود الأثر دلالة على أن العمل الفني جميل دون اعتبار لطبيعة هذا الأثر هل هو خوف أو قلق أو مرح
الرقص
الرقص مثل غيره من الفنون هو تطبيق للنظرية التي ذكرناها عن سر الفنون وهي (اختراع شئ فيه تناسب يلهي العقل ويسكره فيقوم الخيال بمحاكاة ما أدركه العقل ويمثله بما يناسبه من المتخيلات بدون أن يقدر العقل على تكذيبه لأنه غافل وسكران بما أدركه من تناسب فتنفعل النفس وتتقلب في الاحوال النفسية تبعا لهذه الصورة المتخيلة التي يعرضها الخيال عليها ) — فهكذا الرقص يطبق نفس هذه النظرية مثل غيره من الفنون وانما الفرق هو في الشئ المؤلف الذي فيه التناسب فإن الشاعر يؤلف بين الكلمات بتناسب والموسيقار يؤلف بين النغمات بتناسب والرسام يؤلف بين الاشكال والالوان بتناسب أما الراقص فأنه يؤلف بين الحركات بتناسب وهي حركات اليدين والرجلين والوسط والرقبة وهذه هي الاعضاء التي يمكن تحريكها من جسد الانسان وكما أن كل قصيدة شعرية أو لحن موسيقي يوحي بخيالات تؤثر في النفس تأثيرا عجيبا فكذلك الأمر مع الرقصات المختلفة فليس المقصود هو حركات متناسبة فقط بل لابد وأن توحي بخيالات تؤثر في المشاهد مثل الباليه او الرقص الفلامنكو او الرقص الشرقي او الافريقي فكل هذه الرقصات توحي بخيالات هي المقصودة منه
خلا صة
فهذه هي خمرة الفنون وهذا هو سر الفنون جميعها وبذلك لا يكون أمامنا الا شرح خمرة المفكرين وخمرة الصوفية وكذلك تلميحات حول خمرة الاّخرة وسوف يكون المقال القادم حول خمرة المفكرين وهي من أصعب أنواع الخمور تأثيرا على النفس البشرية ولكنها نادرة الوجود وأشد منها ندرة خمرة الصوفية وهاتان الخمرتان لهما عجائب أشد مما ذكرناه عن خمرة الاطفال وخمرة الفنون ولكني أعرف خمرة المفكرين عن تجربة وعيان أما خمرة الصوفية فلا اعرفها الا بالاستدلال العقلي فقط ولم أذق شئ منها بعد وإن كنت أتمنى ذلك !!! ولذلك فإن المقادم سوف يكون أشد تقصيا
خيال