ماذا تعرف عن “اللاهوت الطبيعي” ؟
اللاهوت الطبيعي عبارة عن جملة من المعارف اللاهوتيّة التي يمكن أن يهتدي إليها العقل البشري بيسر ودون حاجة إلى الوحي الإلهي وإن كان اكتمالها رهين هذا الوحي. جاء في كتاب علم اللاهوت: “علم اللاهوت الطبيعي هو العلم المستمدّ من الضمير والعقل وشهادة الطبيعة، وبه نستطيع أن نحصل على معرفة الله ومحبّته وعبادته، إلاّ أنّه غير كاف لإيضاح جميع الحقائق الدينيّة وبيان إرادة الله الصالحة، وإرشادنا لما يجب علينا أن نعمله في هذه الحياة وما نتوقّعه في الحياة العتيدة” (مينا، 1948، مج 1، ص 18). ويعرّف جميل صليبا علم اللاهوت الطبيعي بقوله: “يسمّى علم اللاهوت الطبيعي بالإلهيّات (Théodicée)، أو علم الربوبيّة أو الفلسفة الإلهيّة. وموضوعه، عند (ليبنيز)، البحث في العناية الإلهيّة، والحرّيّة الإنسانيّة، وأسباب وجود الشرّ.. وأهمّ هذه الموضوعات إثبات وجود الله وحكمته بما يشاهد في العالم من النظام والترتيب” (صليبا، 1982، ج2، ص ص 277-278).
فهذا الصنف من اللاهوت مرتبط بالطبيعة التي نعدّ مكوّنا من مكوّناتها، وبها يقع الاستدلال على وجود الله، والتفكير فيه وفي علاقته بالعالم والخلق والحرّيّة وخلود الإنسان.. فعماده إذن التجربة والعقل وحدهما بمعنى أنّه يستند إلى تجربتنا في العالم وتفكيرنا فيه وعبره، أي علاقتنا بمختلف المخلوقات الطبيعيّة ماديّة كانت أو عقليّة وبحثنا فيها باعتبارها تجلّيا من تجليات الفعل الإلهي وعلامة على وجوده وصفاته.
انظر:
– صليبا، جميل. (1982)، المعجم الفلسفي. بيروت- لبنان: دار الكتاب اللبناني- مكتبة المدرسة.
– مينا، ميخائيل. (1948). علم اللاهوت بحسب معتقد الكنيسة القبطيّة الأرثودكسيّة. (ط.4). القاهرة: مكتبة المحبّة القبطيّة الأرثودكسيّة.
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة