5 كتب ربما لا تعرفها .. سوف تجعلك ترى التاريخ بشكل مختلف
1- المؤرخون العرب والفتنة الكبرى – عدنان محمد ملحم
تقييم المصادر التاريخية يزداد أهمية في دراسة بعض الموضوعات والفترات، لاختلاف الروايات ولتصارع الميول والولاءات، مما يتعذر معه البحث الجاد فيها دون هذا التقييم، وهذا ما يصدق على موضوع الفتنة الكبرى، التي حصلت بين المسلمين في نهاية عهد الخليفة عثمان بن عفان وإبان عهد خليفته علي بن أبي طالب. ويأتي هذا الكتاب ليلقي الضوء على قيمة المصادر التاريخية الأولى، في ظل تشكيك في مصداقية هذه المصادر، وفي قيمة رواياتها عن أحداث الفتنة الكبرى، والادعاء بأنها روايات وضعت في فترة متأخرة، وتمثل أهواء تلك الفترة واتجاهاتها. تناولت الدراسة مواقف أربعة مؤرخين عاشوا في القرنين الثالث والرابع الهجريين، وهم: البلاذري واليعقوبي والطبري وصاحب كتاب الإمامة والسياسة، وبحثت في مصادر رواياتهم عن الفتنة، وأوضحت مفهوم الفتنة عندهم، وامتلاكهم مواقف مختلفة منها، وعرضهم لها بصورة دقيقة. وعرضت الدراسة ملامح الفتنة زمن عثمان بن عفان، وتناولت ظروف مبايعته بالخلافة، والانتقادات التي وجهت ضده، ومواقف أهل الأمصار منها، ثم حصاره ومقتله ودفنه. كما تناولت الدراسة تطورات الصراع بين معسكر علي بن أبي طالب ومعسكر عائشة وطلحة بن عبد الله والزبير بن العوام، وأشارت إلى مبايعة علي بالخلافة، وموقف الصحابة وأهل المدينة والأمصار منها، متحدثة عن ظروف وأهداف نشأة أصحاب معركة الجمل وتطوراتها. وأوضحت الدراسة أبعاد الصراع بين علي ومعاوية بن أبي سفيان، واستعرضت مضمونه وتطورات المواجهة في صفين ونتائجها، ودور الخوارج في الفتنة، وذيول الفتنة، وإعادة توحيد الأمة الإسلامية، من خلال تنازل الحسن لمعاوية عن الخلافة.
2- تفتيت الشرق الأوسط: تاريخ الاضطرابات التي يثيرها الغرب في العالم العربي- جيرمي سولت
إن الموضوع المحور في هذا الكتاب هو الآثار والنتائج في الشرق الأوسط للقرارات المتخذة في مراكز القوى العالمية – الغربية، في القرنين الماضيين، وتقنيات السيطرة والضبط التي استعملتها الحكومات البعيدة التي تتراوح بين الغزو والاحتلال والأساليب السرية الأخرى لممارسة التسلط عن طريق الاتفاقيات، والشيء الأحدث يتجلى في خلق الاعتماد الاتكالي لتلك الدول والدويلات على المعونة الخارجية الكبيرة الحجم.
3- ورثة محمد صلى الله عليه وسلم: جذور الخلاف السني الشيعي ــ برنابي روجرسون
لعل هذا الكتاب من أكثر الكتب التي تناولت ما حدث بعد وفاة النبي (صلى الله عليه وسلم) حيدة وموضوعية، ومن الأمور التي أحسن عرضها تحليل دور نساء بيت النبوة، وربط مسار التاريخ الإسلامي بالتاريخ العام أو التجربة الإنسانية ككل، إنه كتاب جدير بالقراءة فهو يؤصل لوحدة الإسلام، وبنية التركيز على خلافات وهمية بين مذاهبه المختلفة، ويتناول بموضوعية كاملة كيفية تحليل الأدوار الإيجابية والسلبية لأصحاب النبي صلى الله عليه وسلم.
لا يجد هذا المؤرخ الأنثروبولوجي الرائع أية فوارق دينية بين السنة والشيعة او بين من يقال لهم سنة , ومن يقال لهم شيعة , وذلك بعد أن بسط بين يديه كل ما ترجم غلى اللغات الأوروبية من كتب التراث الإسلامي وهى كثيرة جداً , وبعد ان أمعن النظر في محتواها , متجاوزاً الظاهر الكاذب ليغوص في المعني والمبنى والفحوى , يقول برنابى روجرسون : ” وعندما نتفحص الممارسات ( العبادات ) الدينية للمسلمين السنة والمسلمين الشيعة نجد أن الفروق ضئيلة لا تكاد تذكر , فالشيعة يعترفون بالقرآن نفسه ( النص عند كليهما واحد ) وهم يصلون الصلوات الخمس اليويمية , ويتبعون تقويماً واحداً , ويلتزمون في صومهم بالالتزامات نفسها , وكلاهما يحج ملتزماً بالطقوس ( الشعائر) نفسها ” .
4- فضل الإسلام على الحضارة الغربية – مونتجمري وات
نهض عدد من الباحثين بدراسة الأوجه المختلفة لتأثير العالم الإسلامي في أوروبا خلال العصر الوسيط، وضمنوا نتائج دراساتهم العديد من الكتب والمقالات الرصينة غزيرة العلم. ومع ذلك فلا تكاد تكون هناك محاولة واحدة للنظرة إلى هذا التأثير الإسلامي نظرة شاملة، وتقييم أهمية المساهمة الإسلامية في الحضارة الأوروبية، والاستجابة الأوروبية لها.
هذا فإن الهدف من هذه السلسلة من المحاضرات هو تقديم عرض شامل لهذا التأثير، ورد الفعل الذي أحدثه. غير أنه من واجبي أن أؤكد بادئ ذي بدء أن العرض هم من وجهة نظر باحث في الإسلاميات لا وجهة نظر مؤرخ لأوروبا في العصر الوسيط. وهذا يعني- من بين ما يعنيه- أني إنما أتحدث كهاوٍ غير متخصص في التاريخ الأوروبي، يطمع في اغتفار النقائض التي قد ينطوي عليها هذا الجانب من جوانب موضوع البحث.
كما أنه يعني أن منظور الموضوع عندي سيختلف عن منظوره لدى المؤرخ الأوروبي. ذلك أني لن أنظر إلى المسلمين باعتبارهم دخلاء من بين العديد من الدخلاء على القارة الأوروبية، وإنما باعتبارهم ممثلين لحضارة ذات إنجازات عظيمة تدين لها بالفضل رقعة كبيرة من سطح الأرض، ثم فاضت ثمار هذه الإنجازات على رقعة أرض مجاورة. وربما اقتصرت في عرضي لكل هذا على أوروبا الغربية (العالم المسيحي اللاتيني) دون غيرها.
5- الشعب المختار: الأسطورة التي شكلت إنجلترا وأمريكا – كليفورد لونجلي
يتحدث هذا الكتاب عن أسطورة، الشعب المختار، التي شكلت ثقافة الأنجلوساكسون (إنجلترا وأمريكا) لعدة قرون. فداخليا بعثت على هجرة الپیوريتانز لأمريكا، ثم حرب الاستقلال، بل والحرب الأهلية. أما خارجيا فهي، تارة حمل الرجل الأبيض لتمدين آسيا وأفريقيا بالاستعمار، وتارة أخرى استعباد الزنوج للإنعام عليهم بالمسيحية وحضارة الرجل الأبيض. ويبدوا أن لتلك الاسطورة ضلالا فيما نعانيه الآن في الشرق الاوسط من فرض القيم والحياة الأمريكية، سواء كان ذلك على أسس من الصهيونية (المسيحية واليهودية)، أو على أسس من الرأسمالية والداروينية الشاملة (فكريا واقتصاديا وماليا وعسكريا)، وما يتبع ذلك من تأمين المصالح، أو على أسس من الدين الأمريكي المدني، الذي هو خليط من كل ما سبق، مع ليبرالية انتقائية، تختار قضاياها ومجال تطبيقها.