الحرب علي الإسلام .. من الذي يقودها ؟! – بقلم: سامح عبد الله
تبدو لي أن عقلية العربي بوجه عام قد شكلت علي أن هناك دائما عدو متربص و أن هناك دائما مؤامرة تدبر بإتقان!
مؤامرة التقسيم مثلا هى من الأشياء التى تلقي قبولا لدي العقلية العربية ورغم أن هذا الوطن قد قسم بالفعل بين الدول الاستعمارية التى كانت تملك موازين القوة منذ أكثر من قرن من الزمان
لكن الحدود الحقيقية وقيود السفر التي لا حصر هي تلك التى وضعت لها بأيدينا نحن وليس الاستعمار.
ثم نأتي إلي أكثر ما يروق لنا ترويجه نحن المسلمون..
“الحرب علي الإسلام “
من يقودها تحديدا ولصالح من وضد من وما هى أدوات هذه الحرب إذ لا بد وأن أدواتها تختلف عن الحروب الأخري فهي حرب فكرية في المقام الأول..
كل هذه أسئلة لا يستطيع مقتنعي هذه الفكرة الإجابة عليها سوي بكلام مجمل في غاليه.
وأنا شخصيا عندي إستعداد أن أقبل هذه النظرية أخذا بالرأي المقابل واقتناعا مني أن المؤامرة موجودة في التاريخ لكن هل لديك الإستعداد أيضا أن تجيب أسئلتي؟
ألا توجد أيضا حربا يشنها أناس كثيرون في مناطق عدة في العالم يإسم الإسلام..؟
ألا بوجد اليوم قتل يإسم الإسلام.. وإرهاب بإسم الإسلام.. وتطرف بإسم الإسلام.. ألا توجد مناطق في هذا العالم مشتعلة بأكملها بإسم الإسلام ؟!
ثم قل لي..من الذي سمح للعلمانيين ومنكري الدين أن يعكفوا علي مهاجمة الإسلام..؟
هل أنت راض عن الخطاب الديني.. هل تقتنع أن هؤلاء الذين يتحدثون بإسم الدين هم واجهة حسنة له أمام العالم..؟
ماذا تنتظر من أفكار مهجورة لا يقبلها عقل ولا منطق ولا علم ولا عصر مستقاة من قول بشري وعقل بشري لكننا ألقينا عليها قداسة وهي أبعد ما تكون عن هذا الوصف !
ماذا تنتظر أن من أفكار تحاول أن تعطي لأحكام شرعية مصداقية علمية مع أن الحكم الشرعي ليس مقصود به هذا أبدا..!
فالصلاة تبقي علاقة بين العبد المؤمن وربه الذي كلفه بها دون البحث عما إذا كان السجود أو الركوع فوائد علمية للجسد حتي ولو ثبتت..!
والصيام يبقي علاقة روحية دون البحث عن الفوائد العلمية منه حتي ولو ثبتت..!
ولحم الخنزير يبقي محرما في الإسلام دون النظر إلي “الأضرار الطبية” الناتجة عن أكله حتي ولو ثبتت..!
أقول هذا الأمر لأن العلم قد يأتي بنتيجة عكسية فتنال من النص الذي حولناه نحن إلي تجربة علمية بغير حق.
مثلا ماذا لو أثبت العلم أن لحوم الأبقار ( الحلال ) أكثر ضررا علي الصحة من لحوم الخنزير ( الحرام )
فمن الذي يكون قد حارب الإسلام هنا ؟!
سيكون هوالشيخ الذي يفتي بغير حق.. والفقيه الذي ينقل المهجور من الأحكام.. والمحدثون الذين يملؤون عقول الناس بقصص وهمية عن معجزات الصالحين دون سند..
وهؤلاء الذين يروجون الأحاديث الموضوعة والضعيفة..
وهؤلاء المتعصبين المتطرفين الذين يحتكرون الدين..
وهؤلاء الجهال الذين تعودوا علي النقل دون مراجعة أو تدقيق..
وهؤلاء الذين يستخفون بعقول الناس ويعدون أنفسهم أوصياء علي عقولهم وأفكارهم..
إن كل هؤلاء وغيرهم هم الذين يحاربون الإسلام أكثر من غيرهم بل قل إنهم في الحقيقة وقود الحرب علي الإسلام.