كيف عرفت الملائكة أن الإنسان سوف يفسد في الأرض رغم كونهم مشغولين بالعبادة طوال الوقت ؟ – بقلم: نافذ سمان
لطالما كنت أؤمن بأن كرهي للشيء أو حتى جهلي به يجب أن لا يجعلني أنكره مهما كان نوع ذلك الإنكار. و دعوني أعتذر هنا عن استخدامي للعبارة الدارجة هذه الأيام ألا وهي “الإلغاء”. فقد قالوا قديما “كلمة لا أدري نصف العلم “، و كما أن الاحتكاك يولد الحرارة ،و يحرّض على الاشتعال ، فأنا أدعوكم الآن لجلسة مناقشة مفتوحة. إن لم تجعلنا متفقين في آخر البحث فهي ستولد عند أحدنا الدافع للبحث أكثر ،و القراءة أكثر . الشيء الذي يقود للمعرفة التي لا تنال إلا بالطلب و البحث .
دعونا نحتك قليلا ، و دعوا دخان المعرفة يكسب أيامنا وهج نار و نور . دعونا نتفق أولا على بعض الأمور التي سألزمها في مناقشتنا هذه . سأحاول – قدر المستطاع – الابتعاد عن النبرة الخطابية،و لن أعدكم بأن أقنعكم بشيء تكرهونه. دعونا نتناقش ولا شيء غير ذلك .
المبحث الأول : كلنا قرأنا قوله تعالى في محكم تنزيله وفي سورة البقرة ، الآية الكريمة (30): ((وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلاَئِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُواْ أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لك قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لاَ تَعْلَمُونَ )) صدق الله العظيم. و اذا نظرنا للآية الكريمة فانه سيظهر أمامنا سؤال ضخم – وهو بطبيعة الحال ليس بريئا: (ما أدرى ملائكة الرحمن بأن من سيكون خليفة الله في الأرض فاسدا سفّاكا للدماء؟ و هم المشغولون دائما بالعبادة ؟و هم البعيدون كل البعد عن علم الغيب الذي اختص الرحمن نفسه به ؟) و هو الشيء الذي تقر به الملائكة في الآية التالية مباشرة ( 31 ): (( قَالُواْ سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ )) هنا دعوني ألتجأ لمن هو أعلم مني و صاحب اليد الطولى في هذا المجال، إمامنا الحافظ ” ابن كثير ” فقد ذكر في تفسيره لهذه الآية : ( وكأنهم علموا ذلك بعلم خاص، أو بما فهموه من الطبيعة البشرية، فإنه أخبرهم أنه يخلق هذا الصنف من {صلصال من حمأ مسنون} أو فهموا من الخليفة أنه الذي يفصل بين الناس ما يقع بينهم من المظالم ويردعهم عن المحارم والمآثم قاله القرطبي . ) هنا انتهى كلام إمامنا المحدث . اذا هل انتهى الجدل ؟ هل أرضى هذا الجواب فضولي العلمي ؟ طبعا لا ! خاصة قوله : ( كأنهم علموا ذلك بعلم خاص )
دعونا نتفق على أمور ثم نتابع :
1- الملائكة ليس لها علم الغيب . و هذا أمر محسوم و متفق عليه.و يتوقف علمهم على ما يتكرم به الله و يخبرهم به و ذلك بحرفية إقرارهم ( سُبْحَانَكَ لاَ عِلْمَ لَنَا إِلاَّ مَا عَلَّمْتَنَا ) اذا هم لم يعرفوا غيبيا بأن أولاد آدم سوف يفسدون في الأرض و يسفكون الدماء.
2- مسألة العلم الخاص التي لمح لها شيخنا ، ضعيفة نوعا ما، حتى أنه لم يوضحها ، بل و نسب الكلام ، دون تعليق ، للقرطبي .
لذا دعونا من المبهم ، للواضح الجلي .
3- لم يخبرهم الله مسبقا بما سوف يكون من بني آدم من إفساد و سفك للدماء ،لأنه لو كان أخبرهم مسبقا لما كان لهم أن يراجعوه بأمر قد قدّره ،فهذا أمر لا يليق .
اذا لم كان سؤالهم ؟ و على تلك الصورة؟ (( أَتَجْعَلُ فِيهَا مَن يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاء )) دعوني أسأل : هل كان قبل خلق آدم – اذا قدّرنا بأن الله خلق آدم أولا ليورثه الأرض- هل كان هنالك أية مخلوقات أخرى – على الكرة الأرضية أو خارجها- وتناهى للملائكة – بطريقة أو بأخرى – أنها أفسدت أو سفكت الدماء .و هذه المخلوقات ستكون حتما ليست من جنس الملائكة أي ليست مخصوصة بقولهم : ((وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لك )) .أي تعيش و تموت وتتزاوج و تتوالد (مع مراعاة الفروق التي تفصل بني آدم عن تلك المخلوقات بطريقة مزاولة تلك الأمور ). و أدعوكم هنا للتأمل في قوله تعالى في سورة الزمر 74 : (( وَقَالُوا الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي صَدَقَنَا وَعْدَهُ وَأَوْرَثَنَا الْأَرْضَ نَتَبَوَّأُ مِنَ الْجَنَّةِ حَيْثُ نَشَاء فَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ )) اذا نحن سبق و أن أورثنا الله الأرض .و لكن ممن؟؟ ستقولون دعنا نسلم معك بأنه كانت هنالك مخلوقات ما غيرنا على الأرض . و لكنك بمجرد احتجاجك بالآية الكريمة أي بقولك بالوراثة فقد نقضت فرضيتك لأن من ورثناهم قد فنوا.اذا لا وجود لما تسميه ( آخرين ).
أقول هنا اقرأوا دعاء سيدنا زكريا في سورة مريم 5-6 : (( فَهَبْ لِي مِن لَّدُنكَ وَلِيًّا 5 يَرِثُنِي وَيَرِثُ مِنْ آلِ يَعْقُوبَ وَاجْعَلْهُ رَبِّ رَضِيًّا 6 ))0 فالوارث وهو هنا النبي يحيى لم يأت بعد فناء آل يعقوب . و لكن مجرد وجوده قد حرمهم من الميراث . وهذا ما يمكن أن يكون قد جرى مع بني آدم ، و هذا يعني أنه ليس من الحتمي فناء غيرنا لنرث ، فان وجودنا كاف لحرمانهم . سترتفع أصوات البعض هنا، و قد تستدل بما ورد _ و بكثرة _ في كتب السلف من أن (( قال ابن جرير عن ابن عباس: إن أول من سكن الأرض الجن، فافسدوا فيها، وسفكوا فيها الدماء، وقتل بعضهم بعضاً قال: فبعث اللّه إليهم إبليس، فقتلهم إبليس ومن معه حتى ألحقهم بجزائر البحور وأطراف الجبال ثم خلق آدم فأسكنه إياها، فلذلك قال: {إني جاعل في الأرض خليفة}.)) يعني أن الملائكة قاست ما يمكن أن يفعله البشر ، على ما سبق و أن فعله الجن .
هنا أدعوكم لننتقل للمبحث التالي :
المبحث الثاني : اقرءوا معي قوله تعالى في سورة الشورى ((وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ )) 29 _شورى يقول هنا ابن كثير: ((يقول تعالى: {ومن آياته} الدالة على عظمته وقدرته العظيمة وسلطانه القاهر {خلق السماوات والأرض وما بث فيهما}، أي ذرأ فيهما، أي في السماوات والأرض من دابة )) . هنا انتهى كلام ابن كثير. و لنركز هنا على ((وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ )) فهذه ال فيهما تعود على كلا السماوات و الأرض وهنا نقول أن لفظة ” السماوات ” هي جمع” للسماء” ، إلا أن المثير للاهتمام هنا قوله تعالى (دابة) و الدابة كما ورد في “لسان العرب” هو : “اسم لما دب من الحيوان ، مميزة و غير مميزة ” و “دب “مشى على الأرض على هنته . قال تعالى : ((و الله خلق كل دابة من ماء فمنهم من يمشي على بطنه و منهم من يمشي على رجلين و منهم من يمشي على أربع )) 45 _ النور و من هنا نُخرج كل ما يطير في السماء من طيور و حشرات حيث سبق وورد هذا التقسيم في القرآن الكريم حين قسم الله تعالى بين : ((و ما من دابة في الأرض و لا طائر يطير بجناحيه إلا أمم أمثالكم )) 34_ الأنعام و أيضا : ((و لله يسجد ما في السموات و ما في الأرض من دابة و الملائكة و هم لا يستكبرون )) 49_ النحل و عليه نستطع أن نُخرج أيضا ما لا يدب على الأرض كالجان الذين أدخلهم الفقهاء مع بني آدم في تفسيرهم لقوله تعالى :(( سَنَفْرُغُ لَكُمْ أَيُّهَا الثَّقَلَانِ )) 31 _الرحمن رغم أن تكوين الجان يبتعد كثيرا عن صفة الثقل التي يمكننا أن نقبلها لبني آدم .
السؤال الآن :سبق و أخرجنا كل من الحشرات و الطيور و الجان ،و لم يبق إلا أولاد آدم ،اذا من هي الدابة الأخرى التي تعيش إما معنا هنا على كرتنا الأرضية أو في إحدى السموات السبع و التي تدخل معنا كأولاد آدم في قوله تعالى : (( وَمَا بَثَّ فِيهِمَا مِن دَابَّةٍ وَهُوَ عَلَى جَمْعِهِمْ إِذَا يَشَاء قَدِيرٌ )) 29 _ شورى (( رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ )) 191 – آل عمران
فصل :
ربما تخالفوني في هذا الطرح ، و ربما تسألون الآن و أين كان أئمة التفسير من تفسيرات كهذه طوال السنين الماضية ؟ أسأل هنا :ألسنا نجهل حتى الآن الحكمة الربانية بكل من (حمّ، و الم ،و المر ، الخ ؟ دعوني أحيلكم هنا إلى الأستاذ (عصام قصاب ) الذي ذكر في كتابه القيّم ((البحث عن الحقيقة الكبرى )) مثلا تاريخيا. حيث أنه قال : ( أنه عندما فسّر حبر هذه الأمة عبد الله بن عباس ما ورد في محكم التنزيل ، و تحديدا في سورة الإسراء (12) : ((و جعلنا الليل و النهار آيتين فمحونا آية الليل و جعلنا آية الليل مبصرة )) حيث قال ابن عباس في تفسيره :\ كان القمر يضيء كما تضيء الشمس \ ثم قال :\ و قول الله تعالى ((محونا آية الليل )) أي أعتمنا بعضه فظهر السواد الذي في القمر \ فقد أوضح الأستاذ عصام أن هذا الرأي لم يعجب المفسرين آنذاك ، و قد استمر هذا الجدل حتى النصف الثاني من القرن العشرين ، حيث توصل العلم إلى أن القمر كان ملتهبا كالشمس ثم خمد ، وأن في داخله جذوة ضعيفة مازالت مشتعلة حتى الآن ). وهكذا انتصر حبر الأمة بعد ما يزيد عن الألف عام .
المبحث الثالث : مصادر معلومات أخرى ، اصحاح أشعيا مثلا . ورد في إصحاح أشعيا في المزمور ( 13 : 5 ) النص المحيّر التالي : \ يقبلون من أرض نائية ، من أقصى السموات . هم جنود الرب و أسلحة سخطه لتدمير الأرض كلها \ و أطلب من حضرتكم أن تفسروا لي ماذا يعني هذا الكلام .و بما أنني سبق و أن اعترفت لكم بأنني لست أبدا مختصا فسأحاول أن أطرح بعض الأسئلة التي سأجرؤ على تسميتها بالمنطقية :
1_ من هم القادمون من تلك الأرض النائية ؟؟
2_تفضلتم و لاحظتم معي لفظة (من أرض نائية ، من أقصى السموات )
3_اقرءوا معي مرّة ثانية \ جنود ..أسلحة..لتدمير\
دعونا نتناقش الآن : يهدد الرب هنا شعبه المختار الخطاء بانتقام كبير و يتوعدهم بأن يرسل لهم من يدمرهم فمن هؤلاء و من أين ؟؟ اعتاد الرب أن يرسل جنودا لتنفيذ أوامره و غالبا ما كانت تلك الجنود من الملائكة . و لكن من الممكن أن يسخّر شعبا ما لتنفيذ انتقامه .هنا نقرأ في نفس المصدر ( 37 :36 ) : \ و حدث في تلك الليلة أن ملاك الرب قتل مئة و خمسة و ثمانين ألفا من جيش الآشوريين \ هنا نتأكد أن من أرسله الرب من تلك الأرض النائية لم يكن بشرا_ مع ملاحظة وصفه في الكتاب بملاك الرب _ فأيّ بشر يقتل وحده و في ليلة واحدة ذلك العدد الهائل من البشر . ثم أن التاريخ أبدا لم يذكر أن واجه الآشوريون جيشا جرارا ما ، من غير اليهود في تلك الأثناء . و يؤكد ذلك النص التالي ( 31 : 8 ) : \ و يُصرع الآشوريون و يُلتهمون . وليس بسيف البشر \ اذا :
1″_فهم ليسوا بشرا بصريح النص .فأيّ بشر يملك تلك القوى الهائلة التي ذكرناها آنفا . بل و أكثر اقرءوا اذا شئتم ( 31 : 9 ) : \ و تفنى صخورهم من الفزع \
فصل : هنا ما سبق و أن حدث في سيبيريا _ روسيا في بدايات القرن الماضي .ذاك الانفجار الهائل الذي عرف باسم ” انفجار تونغوسكا ” . قيل عن ذلك الانفجار الكثير الكثير حتى أن البعض اتهمه بأنه السبب وراء اختفاء أنواع حياتية في منطقة الكارثة التي طالت الأرض و الشجر و التربة ،بل و حتى الجو و آثاره ما زالت واضحة للعيان ، حتى الوقت الحالي . المثير في الأمر أن صيّادين روس وجدوا بالصدفة في مكان ذلك الانفجار لقية دعيت ” بلقية فاشكا “نسبة للمكان الذي وجدت به ،قرب نهر ” فاشكا ” في جمهورية ” كومي “الذاتية الحكم في روسيا .تلك اللقية لم تكن إلا سبيكة معدنية من عدة أنواع نادرة يستحيل وجودها مع بعضها وبالشكل النقي الموجودة فيه يستحيل أن تكون أرضية المنشأ أو حتى أرضية الصنع و أقول هنا سبيكة. أي “مطبوخة “من عدّة مكونات -إن جاز لي التعبير – و أذكر هنا الآية الكريمة : (( وَالسَّمَاء وَالطَّارِقِ 1 وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ 2 النَّجْمُ الثَّاقِبُ )) و قد قال ابن كثير في تفسيره : ( قال قتادة وغيره: إنما سمي النجم طارقاً لأنه يرى بالليل ويختفي بالنهار، ويؤيده ما جاء في الحديث: (إلا طارقاً يطرق بخير يا رحمن). وقوله تعالى: {الثاقب} قال ابن عباس: المضيء، وقال السدي: يثقب الشياطين إذا أرسل عليها )
أقول أنا وبرأي خاص ، أن الطارق هو الزائر أو القادم ، أما النجم الثاقب فأترك تفسيره لكم .
2″_ يبقى احتمال أن يكون القادم من الملائكة . و لكن أي ملك يلتهم عدوه ؟؟ فرغم جهلنا بطرق انتقام الملائكة ، الا أننا لم نسمع أبدا بملك يلتهم ، أو يوصف بالطائر . أما الجواب السهل فنراه هنا ، في المزمور( 46 : 11 ) حيث يقول أن الرب سيرسل : \ أدعوا من المشرق الطائر الجارح \ مما سبق نرى أنه قد اجتمع عندنا ثلاث اتجاهات مختلفة وردت في المزامير لذلك الشيء الذي سيدعوه الرب لينتقم من عباده الخطائين :
1_أرض نائية ما .
2_أقصى السماوات .
3_ جهة الشرق .
أولا : دعونا نستبعد فرضية أن يأتي أحد ما من أرض نائية ، و ذلك لأن أرض فلسطين كانت دائما في وسط العالم المتحضر .و لم يذكر التاريخ غازيا غريبا طرق أرض فلسطين إلا ” الحثيين ” الذين اصطدموا مع الفراعنة في قادش ، إلا أنهم أبدا لم يشنعوا باليهود كما فعل الآشوريون و لم يدمروا كما دمر ” نبوخذ – نصّر ” أو سبى .
ثانيا : من أقصى السماوات لن يأتي أحد إلا الملائكة ، و قد سبق و أن بيّنّا أن القادمين لم يكن لهم صفة الملائكة .
ثالثا : الشرق ، وهل هناك في الشرق إلا ” بابل ” و” آشور” و” أكاد ” ؟؟
خلاصة : اذا لم يكن القادمون بشرا من أرض قريبة ، و في ذات الوقت لم يكونوا ملائكة . فهل هم اذا هم غرباء من أرض في السماء البعيدة من الممكن أن تكون في شرق الكرة الأرضية أو شرق المجموعة الشمسية أو حتى شرق المجرة ؟ هنا يباغتنا الاصحاح بالمفاجأة الكبرى : ( 60 : 8 ) : \ من هؤلاء الطائرون كالسحاب و كالحمام إلى أعشاشها ؟ \اذا سبق و قرئتم الإصحاح المذكور _ أشعيا _ فإنكم ستلاحظون معي أن تلك العبارة أو ذلك السؤال ، ورد بصورة غير منطقية . أقصد أنه ورد استطرادا على شيء ما .فكأن مُدّون الإصحاح كان مسترسلا برواية انتقام الرب من عباده الخطائين ، و سرعان ما اعترضها بالسؤال ذاك . هل لاحظتم معي التالي في المزمور الأخير :
1″_ كالسحاب أي لا أجنحة ،بدون صوت.
2″_ الراوي أو المدون يجهل هؤلاء و يلح بالسؤال . أي جزم بعدم كونهم ملائكة .و هم بطبيعة الحال ليسوا بشرا ، و كل ما استطاع تفسيره أنهم ، ملاك للرب من أرض نائية .