تعرّف على أعظم 5 علماء عرب أثّروا في تاريخ البشرية
أحياناً تؤثر الظروف الحالية التي يمر بها عالمنا العربي على أحكامنا التاريخية، فنظراً لحالة التخلف التي نعيشها، والظروف القاسية التي تحيط بنا من كل جانب، يبدو الأمر للبعض وكأن العرب كانوا دوماً على هذه الحال، وأنهم لم يكونوا يوما ما أمة ذات مجد وصاحبة حضارة. إلا أن حقيقة الأمر ليست كذلك، فقد كان العرب أصحاب حضارة أثّرت في العالم كله، وعلى رأس من تأثروا بهذه الحضارة العربية الإسلامية هم الأوروبيون أنفسهم، ولذا حاولنا أن نقدم لقرّاء المكتبة العامة 5 من أبرز علماء المسلمين، كي تكون دافعاً للتفاؤل ومحاولة تجاوز هذا الوضع المتردي.
1- ابن الهيثم
أبو علي الحسن بن الحسن بن الهيثم (354 هـ/965م-430 هـ/1040م) عالم موسوعي مسلم قدم إسهامات كبيرة في الرياضيات والبصريات والفيزياء وعلم الفلك والهندسة وطب العيون والفلسفة العلمية والإدراك البصري والعلوم بصفة عامة بتجاربه التي أجراها مستخدمًا المنهج العلمي، وله العديد من المؤلفات والمكتشفات العلمية التي أكدها العلم الحديث.
صحح ابن الهيثم بعض المفاهيم السائدة في ذلك الوقت اعتمادًا على نظريات أرسطو وبطليموس وإقليدس، فأثبت ابن الهيثم حقيقة أن الضوء يأتي من الأجسام إلى العين، وليس العكس كما كان يعتقد في تلك الفترة، وإليه ينسب مبادئ اختراع الكاميرا، وهو أول من شرّح العين تشريحًا كاملاً ووضح وظائف أعضائها، وهو أول من درس التأثيرات والعوامل النفسية للإبصار. كما أورد كتابه المناظر معادلة من الدرجة الرابعة حول انعكاس الضوء على المرايا الكروية، ما زالت تعرف باسم “مسألة ابن الهيثم”.
يعتبر ابن الهيثم المؤسس الأول لعلم المناظر ومن رواد المنهج العلمي، وهو أيضاً من أوائل الفيزيائيين التجريبيين الذين تعاملوا مع نتائج الرصد والتجارب فقط في محاولة تفسيرها رياضياً دون اللجوء لتجارب أخرى.
2- ابن النفيس
أبو الحسن علاء الدين علي بن أبي الحزم الخالدي المخزومي القَرشي الدمشقي الملقب بابن النفيس ويعرف أحياناً بالقَرَشي بفتح القاف والراء نسبة إلى قبيلة قريش العربية (607هـ/1213م، دمشق – 687هـ/1288 م) هو عالم موسوعي وطبيب مسلم، له إسهامات كثيرة في الطب، ويعد مكتشف الدورة الدموية الصغرى، وأحد رواد علم وظائف الأعضاء في الإنسان، حيث وضع نظريات يعتمد عليها العلماء إلى الآن. عين رئيسًا لأطباء مصر. ويعتبره كثيرون أعظم فيزيولوجييّ العصور الوسطى. ظل الغرب يعتمدون على نظريته حول الدورة الدموية، حتى اكتشف ويليام هارفي الدورة الدموية الكبرى
3- ابن بطوطة
محمد بن عبد الله بن محمد اللواتي الطنجي المعروف بابن بَـطُّوطَة (ولد في 24 فبراير 1304 – 1377م بطنجة) (703 -779هـ) هو رحالة ومؤرخ وقاض وفقيه مغربي أمازيغي لقب بـأمير الرحالين المسلمين. خرج من طنجة سنة 725 هـ فطاف بلاد المغرب ومصر والسودان والشام والحجاز وتهامة ونجد والعراق وفارس واليمن وعمان والبحرين وتركستان وما وراء النهر وبعض الهند والصين الجاوة وبلاد التتار وأواسط أفريقيا.
عاد إلى المغرب الأقصى، فانقطع إلى السلطان أبي عنان (من ملوك بني مرين) فأقام في بلاده. وأملى أخبار رحلته على محمد بن جزي الكلبي بمدينة فاس سنة 756 هـ وسماها تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار، ترجمت إلى اللغات البرتغالية والفرنسية والإنجليزية، ونشرت بها، وترجم فصول منها إلى الألمانية ونشرت أيضا. كان يحسن التركية والفارسية. واستغرقت رحلته 27 سنة (1325-1352م) ومات في طنجة سنة 779 هـ/1377م حيث يوجد ضريحه بالمدينة القديمة. تلقبهجامعة كامبريدج في كتبها وأطالسها بـأمير الرحالة المسلمين الوطنيين. في أول رحلة له مر ابن بطوطة في الجزائر وتونس ومصر والسودان وفلسطين وسوريا ومنها إلى مكة.
ويعد ابن بطوطة أحد أهم الرحالة على مر العصور، وقد قطع أكثر من 75,000 ميل (121,000 كم)، وهو رقم لم يكسره أي رحالة منفرد حتى ظهور عصر النقل البخاري، بعد 450 سنة.وقام بتأليف كتابه الشهير (تحفة الأنظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) ، والذي وصف فيه جميع مشاهداته وملاحظاته عن المناطق التي زارها.
4- حنين بن إسحاق
أبو زيد حنين بن إسحاق العبادي (809-873) هو من الأطباء النقلة الذين نقلوا كتب الطب وغيره من اللسان اليوناني إلى اللسان العربي وذكر الذين نقلوا لهم، كان عالماً باللغات الأربع غريبها ومستعملها العربية والسريانية واليونانية والفارسية ونقله في غاية من الجودة.
هو مؤرخ ومترجم ويعد أهم مترجم إلى العربية على مر العصور، وكان يجيد -بالإضافة للعربية- السريانية والفارسية واليونانية. قام بترجمة أعمال گالينوس وأبقراط وأرسطو والعهد القديم من اليونانية، وقد حفظت بعض ترجماته أعمال جالينوس وغيره من الضياع.
عينه الخليفة العباسي المأمون مسؤولا عن بيت الحكمة وديوان الترجمة، وكان يعطيه بعض الذهب مقابل ما يترجمه إلى العربية من الكتب. ورحل كثيراً إلى فارس وبلاد الروم وعاصر تسعة من الخلفاء،وله العديد من الكتب والمترجمات التى تزيد عن المائة، وأصبح المرجع الأكبر للمترجمين جميعاً ورئيساً لطب العيون،حتى أصبحت مقالاته العشرة في العين، أقدم مؤلف على الطريقة العلمية في طب العيون وأقدم كتب مدرسى نتظم عرفه تاريخ البجث العلمى في أمراض العين. توفى في سامراء عام (260هـ،873م). ساعده ابنه إسحاق بن حنين وابن أخته حبيش بن الأعسم.
5- أبو اسحق البطروجي
أبو إسحق البطروجي، نور الدين ابن إسحق البطروجي (وشهرته في الغرب Alpetragius) (ت. ح. 1204 م)، هو فلكي وقاضي أندلسي. بالرغم من معرفته المحدودة بكتاب المجسطي لبطليموس، إلا أن البطروجي كان أول فلكي بعد بطليموس يطرح نظاماً فلكياً غير بطلمياً كبديل لنماذج بطليموس. وثمة مفهوم أصلي آخر لنظامه وهو أنه قدم السبب الفيزيائي للحركات السماوية. سميت على اسمه فوهة ألپتروجيوس البركانية الموجودة على سطحالقمر.
وهذه مجرد قائمة صغيرة تضم مجموعة مختارة ليس أكثر، لكن علماء المسلمين وفلاسفتهم كثيرون جدا، وسوف نحاول في مقالات لاحقة أن نعرض قوائم أخرى، حتى يتمكن شبابنا برؤية الجانب المشرق من تراثنا الفكري والعلمي، ولا يقتصر على بعض الأفكار المتطرفة التي يحاول البعض أن يروج لها باعتبارها كل تراثنا.