مشاركات الأعضاء

لماذا دائمًا لدينا مشكلة مع الماضى؟! – بقلم: سامح عبد الله

العالم كله يتصالح مع ماضيه إلا نحن. فرنسا بها أكثر من ستة ملايين مهاجر بين عرب وأفارقه بالإضافة الى المهاجرين غير الشرعيين. نفس الأمر بالنسبة لبريطانيا وألمانيا وإيطاليا التى لا تعيد أى مهاجر لبلده حتى مع التكلفة الباهظة لعمليات إنقاذ المهاجرين وإعاشتهم ورغم هذا لا نذكر إلا الحقب الإستعمارية!..
منتخب فرنسا مثلا نسميه منتخب أفريقيا مع أن إفريقيا كلها فشلت كروياً فى هذا المنتدى ونقول أن الأحفاد جاؤوا للثأر …الثأر للأجداد!

انظروا!..فكرة الثأر تسيطر على عقولنا دون فكرة التصالح والتعايش!

والحقيقة هو منتخب فرنسى وليس إفريقى ولولا فرنسا ما كان هؤلاء!

ولو سألت أحدهم سيقول أنه مواطن فرنسى!

حرب البلقان على فظاعتها انتهت وبدأ التعايش بين الأطراف لكننا فقط نذكر المأساة ولا نذكر تجاوزها ورغم أن هؤلاء الذين شهدوها تجاوزوها ليس من أجل التفريط فى الماضى بل من أجل التمسك بحاضر ومستقبل وهاهم يخطون بخطى ثابته نحو التقدم وليس أدل على ذلك من أن الديمقراطية أضحت نهجاً أساسياً فى أنظمتها السياسية!..

هناك مأساة عظمى حدثت أبان الاستعمار الفرنسي فى الجزائر ارتقى فيها شهداءً أبراراً يمثلون ضوءاً ناصعاً فى تاريخنا لكن هناك أيضاً مدينة جنوب فرنسا هى ثانى مدن الجمهورية أهمية بعد العاصمة باريس تسمى مارسيليا تتقارب نسبة السكان الجزائريين فيها وغيرهم من العرب المسلمين من نسبة السكان الفرنسيين بل تعد هذه المدينة هى الأولى فى أوربا التى يُتوقع لها أن تتفوق نسبة سكانها العرب على نسبة السكان الفرنسيين!..

مشكلة كبرى إننا نتحدث عن الماضى دائما بمنطق المأساة.
الهند لا تتحدث عن مأساة الاستعمار الإنجليزي وفرنسا لا تذكر الإستعمار النازى ولا يتذكر الألمان ما فعله الروس ببرلين.

وحتى اليابانيون لا يذكرون أبشع إعتداءات أمريكا عليهم.

بالتأكيد ليس المقصود التنكر للماضى واسقاطه من ذاكرة الأجيال بل المقصود هو التصالح معه وإلا كانت دولة مثل فيتنام ما تزال أسيرة الإعتداء الأمريكى حتى اليوم دون أن تصبح قوة اقتصادية!..
معادلة التقدم تكمن في تذكر الماضى وإستيعاب دروسه والتصالح معه ثم معرفة الحاضر بكل تداعياته ومتطلباته مع جيل جديد يدرك أن النهضة لا تُقام أبداً فوق الأطلال وأن ثقافة المأساة هى أكبر خطيئة فى حق الشعوب!..

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى