إن الله سبحانه وتعالى خلق السموات بما فيها من نجوم وكواكب ومجرات ونيازك وشهب …آلخ وأبدع في خلقها وجعلها تدور في إطار متكامل متداخل يدل على عظمة الخالق ووحدانيته، كما خلق الأرض وجعل فيها البحار والأنهار والعيون والرواسي والجبال والتلال والصحاري والهضاب وسيرها في نظام رائع بديع يدل على مقدرة الخالق وحكمته في تدبير أمور الأشياء، ثم خلق الإنسان هذا الإنسان الذي قال فيه (إنا خلقنا الإنسان في أحسن تقويم) ليكون خليفة الله في أرضه يعمرها وينشر تعاليمه ويعبده بكرة وأصيلا.
خلق كل ذلك دون الحاجة الى مساعدة من أحد وجعل إدارة شؤونه في يده وحده وتحت تصرفه وحده ولم يجيز لأحد سواه أن يتدخل أو يتحكم فيه ثم أوجد الأديان (الأديان جميعها) وأنزلها تباعا الواحد أحدها مكملا للآخر لتنظيم شؤون المجتمعات وانتشالها من وحل الجهل والظلم والظلالة الذي كانت غارقة فيه وترزخ تحت وطأته وأرسل الرسل والأنبياء رحمة وهدى للعالمين ومنقذين ومبشرين ولم يفرق بين نبي وآخر ولا رسول وآخر.
كل هذا وتجد هناك من يعتقد ان الله قد خلقه ولم يخلق غيره وان الله نصبه حاكما ليحكم الأرض والبشرية وانه له الحق مع الله في إدارة شؤون الناس والحياة فتجده يقتل بلون من ألوان جلبابه ويسفك الدماء ويكفر من يشاء ويحل ما يشاء ويحرم ما يشاء ويغتصب أموال الناس يقتل من يخالفه في الدين والعقيدة ويفعل كل ذلك بحجة الدين والمذهب والرب ، فعندما يأتي الإنسان ويفعل كل هذه الأفعال المشينة المخزينة يكون بذلك قد انتزع حق الله في محاسبة عبادة ويكون قد نصب نفسه ربا للبشرية على وجه الأرض.