تعرّف على علاقة الفن بالسياسة – بقلم: سامح عبد الله
أم كلثوم غنت لفاروق ولنجيب ولعبد الناصر . وهو أيضا ما حدث مع عبد الوهاب حيث كان مطرب السراى فى العهد الملكى ثم حصل على وسام الإستحقاق من عبد الناصر ثم رتبة عسكرية بدرجة لواء فى عهد السادات و مبارك.
وعبد الحليم كان مطرب الثورة لكنه غنى للسادات ويوسف وهبى أخذ البكوية من الملك فاروق ثم لقب بفنان الشعب بعد الثورة وقلده عبد الناصر وسام الإستحقاق .
وأحمد مظهر أخد كأس الفروسية من فاروق ثم جائزة الدولة فى الفن من عبد الناصر. ونجيب محفوظ كتب بداية ونهاية والثلاثية وأولاد حارتنا فى فترة حكم عبد الناصر وأخذ بها جائزة نوبل ثم هاجمه هو وعصره فى الكرنك.
وشكرى سرحان أخذ جائزة الدولة عن فيلم “رد قلبى ” الذى يحكى قصة ثورة يوليو ثم قدم عام 1972 فيلم ” وراء الشمس ” الذى يحكى فساد الثورة الذى قاد إلى هزيمة يونيه 67.
وتوفيق الحكيم كتب عودة الروح بعد ثورة يوليو ثم كتب عودة الوعى بعد رحيل جمال عبد الناصر وحسين كمال أقسم أن فيلمه شيئ من الخوف الذى عرض عام 1969 ليس أكثر من قصة شعبية لاشأن لها بالسياسة وأن شخصية ” عتريس ” لاتمت بصلة لعبد الناصر على الإطلاق ثم تفاخر بعد رحيله بأنه كان يقصده هو وعصره.
فاتن حمامة التى أخذت لقب سيدة الشاشة فى الستينيات هى التى لم تترك مناسبة لم تهاجم فيها عصر عبد الناصر ودولة المخابرات التى كان يقودها صلاح نصر.
نور الشريف الذى كان إكتشاف المسلسل التليفزيونى الشهير “القاهرة والناس” والذى قال أن الرئيس عبد الناصر أُعجب به وشجعه هو الذى هاجمه فى الكرنك ونفس الحال مع عادل إمام الذى كان أكتشاف الستينيات ثم هاجم عبد الناصر فى فيلم “إحنا بتوع الأتوبيس”
ومعظم الفنانيين الذين كرمهم جمال عبد الناصر هم الذين صنعوا سينما السبعينيات التى هاجمته هو وعصره . نفس الفنان الذى حصل على شهادة تقديرية أو جائزة الدولة فى عيد الفن فى العهد الناصرى هو نفس الفنان الذى كان أداة فى قبضة الحقبة الساداتيه لمهاجمة الناصرية . وهو نفس الفنان الذى إنقلب على تلك الفترة الأخيرة بعد إغتيال أنور السادات وصنع الأعمال التى هاجمت الإنفتاح الإقتصادى و هو نفس الفنان الذى مجد مبارك فى أوبريت إحنا إخترناك ثم إنقلب عليه بعد ذلك بعد ثورة يناير والبقية تأتى.
علاقة الفن بالسياسة هى علاقة إزدواج معايير ..علاقة تعايش..! أحياناً فى الحلال… وأحياناً
أخرى فى الحرام .
ــــــــــــــــــــــ
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة