نظريات علمية تشرح لك سبب رؤيتك لـ«الأشباح».. إن كنت تراها
احتفل العالم، في 31 أكتوبر (تشرين الأول)، بعيد «الهالوين»، والذي يتميز دائمًا باستحضار المحتفلين للأشباح، والغيلان، والساحرات. فهذا العيد يمثل الوقت الذي يأتي الناس فيه معًا للاحتفال بكل شيء خارق للطبيعة.
ولكن ما وراء هذه الملابس التنكرية والخدع التي يلهو بها الكبار والأطفال، فإن الإيمان بالأشباح هو – في الواقع – أمر شائع نسبيًا، خصوصًا مع وجود نسبة 38% من الناس الذين يصنفون أنفسهم بأنهم مؤمنون بالأشباح، وفقًا لاستطلاع أجرته شركة «إيبسوس موري»، قبل بضع سنوات، بالإضافة إلى وجود نسبة مشابهة من الناس أفادت بأنها رأت بالفعل أحد الأشباح.
مصطلح «شبح» يشير إلى الفكرة القائلة بأن أرواح الموتى من البشر والحيوانات، لها تأثير على العالم المادي. هذه الفكرة المؤرقة للبعض ـ غالبًا ـ ما تشمل أي شيء، من وجود فعلي يمكن الشعور به، أو أجسام تتحرك بشكل غير طبيعي، إلى ما يطلق عليه البعض نشاط الروح.
ولكن في عالم مليء بالعلم والعقل، فإن فكرة الشباح والأجسام المسكونة بالأرواح هذه كثيرًا ما يمكن أن نختزلها من خلال تفسير بسيط جدًا. وفيما يلي أهم التفسيرات العلمية والنفسية الخاصة بالأشباح والأرواح، وكل شيء خارق للطبيعة.
وتجدر الإشارة إلى أن العديد من الأسئلة الهامة، لا تزال دون إجابات واضحة حتى الآن.
«لأني أخبرتك بهذا»
محاولات تفسير رؤية الأشباح، غالبًا ما ترتبط وتعتمد على عوامل نفسية، فمجرد اقتراح من صديق لك بأن هذا المكان مسكون بالأشباح من الممكن أن يجعلك تفكر وترى الأشباح طوال الوقت.
في واحدة من الدراسات الكلاسيكية، زار المشاركون فيها خمسة أماكن رئيسة لأحد المسارح، قبل أن يقوموا بملأ استبيان لتقييم مشاعرهم وتصوراتهم. قبل هذه الجولة، أخبر الباحثون مجموعة واحدة من المشاركين أن هذا المسرح مسكون بالأشباح، في حين أبلغت مجموعة أخرى أن المبنى كان تحت التجديد. بالطبع؛ مما لا يثير الدهشة، فإن المجموعة الأولى شهدت وقوع تجارب أكثر كثافة مماثلة لتلك الأحداث ما وراء الطبيعة.
وقد تبين أيضًا أن الاقتراح اللفظي يؤدي إلى زيادة التصورات الخارقة للطبيعة – كما بينته الأبحاث حول الظواهر المصاحبة لجلسة استحضار الأرواح، والخوارق الخاصة بانحناء المفتاح – وخاصة عندما يكون الاقتراح يتفق مع المعتقدات الخارقة الموجودة لدى عقل الشخص من البداية.
لكن الأبحاث التي أجريت في ظروف العالم الحقيقي أسفرت عن نتائج غير متسقة. ووجدت إحدى تلك الدراسات أن الاقتراح المسبق ليس له أي تأثير على توقعات المشاركين بإمكانية تعرضهم لنوع من الظواهر غير العادية، أو ميلهم إلى وصف هذه الظواهر غير العادية بأنها ناجمة عن وجود أشباح.
ولذلك فمن الإنصاف أن نقول إن آثار اقتراح وجود أشباح تختلف تبعًا لمعتقدات الشخص. وبطبيعة الحال، فإن المؤمنين بالخوارق عرضة لتأييد أي ظواهر خارقة مزعومة تظهر أمامهم، في حين إن المشككين سوف ينكرون وجود أي أمور خارقة للطبيعة.
المجالات الكهرومغناطيسية
هناك تفسيرات أخرى للظواهر الخارقة وظهور الأشباح، تتعلق بالعوامل البيئية، مثل المجالات الكهرومغناطيسية والصوتية. وقد أوضح عالم الأعصاب الكندي مايكل بيرسينجر، أن تطبيق مجالات كهرومغناطيسية متعددة على الفص الصدغي من الدماغ، يمكن أن يؤدي إلى وقوع الشخص داخل تجارب متعلقة بالظواهر الخارقة، مثل الإدراك الحسي بوجود شيء ما، أو الشعور بوجود إله، الإحساس بأنه قد تم لمسك.
وقد لوحظ أن أكثر المناطق في العالم المرتبطة بوجود أشباح – مثل قصر «هامبتون كورت» في إنجلترا – تمتلك بالفعل حقول مغناطيسية غير منتظمة.
وبالمثل، فإن الموجات تحت الصوتية، التي تمتلك ترددات تحت نطاق الترددات التي يمكن للبشر سماعها، يعتقد أيضًا أنها قد تكون قادرة على تفسير مثل هذه الظواهر. وقد ربطت العديد من الدراسات المجالات الصوتية بالأحاسيس الغريبة.
إحدى الأمثلة التي توضح هذا الأمر، قام باحثون بتركيب قطع موسيقية معاصرة مع نطاق الترددات تحت الصوتية خلال إحدى الحفلات الموسيقية الحية، ثم طلب من الجمهور وصف ردود أفعالهم تجاه الموسيقى. وقد أبلغ الجمهور عن تجارب غريبة جدًا حدثت لهم مثل قشعريرة أسفل العمود الفقري، والشعور بالعصبية، وموجات من الخوف والعواطف غير المستقرة أو الحزينة.
المهلوسات
يمكن أن تنشأ التصورات الخارقة للبيعة هذه أيضًا من ردود فعل أجسادنا وعقلنا على بعض المواد السامة – مثل أول أكسيد الكربون، والفورمالديهايد، والمبيدات الحشرية. كما جرت الإشارة أيضًا إلى أن الهلوسة الفطرية – الناجمة عن فطر العفن السام – يمكن أن تحفز التصورات المتعلقة بوجود الأشباح والأرواح التي تسكن الأجسام.
ولاحظ «شين روجرز» وفريقه من جامعة «كلاركسون» في الولايات المتحدة، التشابه بين تجارب الناس للخوارق، وبين آثار الهلوسة الناجمة عن جراثيم بعض الفطريات. ولعل هذا يفسر لماذا يرى الناس الأشباح ـ غالبًاـ في المباني القديمة التي تتميز بعدم كفاية التهوية وسوء نوعية الهواء.
هذه الفكرة ليست جديدة، وذكر خبراء سابقًا تأثير مماثل مرتبطة بالكتب القديمة. ويزعم الخبراء أن مجرد التعرض للعفن السام يمكن أن يؤدي إلى أعراض نفسية أو عصبية كبيرة؛ مما يخلق تصورات مشابهة لتلك التي أبلغ عنها خلال التجارب التي مر بها الناس والمتعلقة برؤية الأشباح.
نريد أن نؤمن
«هناك جانب تحفيزي للاعتقاد في وجود الأشباح»، هذا ما أوضحه الباحث كريستوفر فرينش خلال مشاركته في إحدى الدراسات. وذكر أننا جميعًا نريد أن نرى الحياة بعد الموت ونؤمن بوجود حياة ثانية. وذلك لأن فكرة وفاتنا وفنائنا هي واحدة من الأفكار التي تجعل غالبية البشر ليسوا مرتاحين بشكل عام.
وأوضح أن علم النفس يشير إلى أن انحيازاتنا المسبقة تحمل نفوذًا قويًا على تصوراتنا. فقد وجدنا أنه من الأسهل ـ بكثير ـ الميل للاعتقاد بوجود دليل لشيء نحن نريد أن نصدق وجوده بالفعل
المصدر: ساسة بوست
هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة.