الجماعة العنصرية الغامضة التي أصبحت جزءًا رئيسيًا من المجتمع الأمريكي. فعلى الرغم من قلة عدد أفرادها مقارنةً بتعداد السكان الأمريكان، إلا أن لجماعة كو كلوكس كلان والتي تُدعى اختصارًا “KKK”، اسمًا بارزًا في أمريكا، وقل من يُنكر معرفته بهذا الاسم!
من هم كو كلوكس كلان KKK ؟
هي جماعة نشأت في منتصف القرن التاسع عشر للميلاد في أمريكا من قبل المحاربين القدامى للجيش الكونفدرالي.
إذ نشأت على شكل منظمة أخوية تؤمن بالتفوق للبيض ومعاداة السامية والعنصرية ومعاداة الكاثولوكية وكراهية المثلية. وتؤمن باستعمال مختلف أساليب العنف والإرهاب والقمع من أجل تحقيق أهدافها ومبتغاها.
واتخذت هذه الجماعة من الصليب المحروق شعارًا لحملتها الهوجاء لإثارة ودب الرعب في قلوب الآخرين. وعلى الرغم من تنديد مختلف الأديان خاصةً المسيحية بهذه الجماعة المتطرفة، إلا أنها حظيت بمشاركة كبيرة في المجتمع الأمريكي قديمًا، خاصةً بعد الحرب الأهلية الأمريكية ورفع شعار تحرير الأمريكان الأفارقة “العبيد” من العبودية.
تأسست هذه المنظمة في عام 1866م، وكانت مهمتها الرئيسية آنذاك هي محاربة تحرير العبيد ومقاومة إعادة هيكلية المجتمع الأمريكي. فسرعان ما طوَّرت الجماعة أساليب تعذيب وترهيب شنيعة استهدفت السود الأفارقة لدب الرعب في أوساطهم وإثبات هيمنة الأمريكي الأبيض على الأسود.
لكن أول تأسيس لجماعة كو كلوكس كلان العنصرية في القرن التاسع عشر تم إبادته بالكامل على يد الرئيس الأمريكي “أوليسيس غرانت” خلال عملية الحقوق المدنية في عام 1871م، وعُرفت العملية آنذاك بعملية كو كلوكس كلان.
لكن ومع حلول القرن العشرين، وفي عام 1915م تحديدًا، ظهرت جماعة جديدة حملت نفس اسم الفديمة أسسها آنذاك “وليام جوزيف سيمون”. وكان لمحاكمة المجرم “ليو فرانك” تأثير كبير بظهور الجماعة الجديدة.
لكن الظهور الجديد لها كان أكثر تنظيمًا من ذي قبل. فقد تشكَّلت من بنية تحتية قومية وعضوية رسمية مما ساهم بنشوء فروع مختلفة لها في كافة أرجاء الولايات المتحدة الأمريكية.
وفي العشرينات من القرن العشرين، أصبح قرابة 15% من السكان الأمريكيين يتبعون للجماعة. وتبنَّت الجماعة مفهوم “العقاب اللينشي”، ويعني الإعدام بالشنق دون محاكمة، إضافةً لأنواع مختلفة من أساليب التعذيب التي مورست بحق المناهضين لها خاصةً من الأمريكان الأفارقة.
لكن شعبية جماعة كو كلوكس كلان تراجعت وانخفضت خلال الحرب العالمية الثانية في منتصف القرن العشرين نتيجةً لفضائح أحاطت بالقادة البارزين للجماعة ودعمهم للنازية.
اليوم، يُقدَّر عدد أفراد الجماعة بحوالي 5000 فرد فقط في أمريكا، لكن على الرغم من قلة تعدادهم، إلا أنهم لا يزالون يُشكلون خطرًا على الحقوق المدنية لمعاداتهم لقانون الحقوق المدنية الأمريكي وإنهاء العنصرية. ومن يعلم، رُبما تزدهر هذه الجماعة مجددًا خصوصًا بعد انتخاب دونالد ترامب رئيسًا لأمريكا الذي أعلن عن جملة قرارات عنصرية في البلاد.