ثقافة وفنون

ماريا بوبوفا: 7 أشياء تعلمتها في 7 سنوات من القراءة والكتابة والحياة !

*هذه المقالة كُتبت بمناسبة مرور 7 سنوات على تأسيس موقع التقاطات العقول الشهير.

في 23 اكتوبر 2006 بعثتُ برسالة قصيرة لعدد من الأصدقاء في العمل ـ عندما كنت في الكليّة وأعمل في نفس الوقت ـ عن فكرة موقع ”إلتقاطات العقول“ معلنةً عن نيتي أن أبدأ في إعداد ملّخص أسبوعي يضم خمسة أشياء محفزة للتعلّم والقراءة أسبوعياً. الحكمة التي كانت مسيطرة في بالي هي المقولة الشهيرة المتداولة في قسم علم الأعصاب ”ينبغي أن تقرأ يومياً على الأقل لمدة أربع دقائق، وأنا آمل أن يكون أكثر من ذلك“. هذه هي بداية موقع إلتقاطات الدماغ.

في ذلك الوقت، لم أكن أخطط أو أتوقع أن تغدو تلك التجربة الصغيرة من ضمن ما تدرجه مكتبة الكونغرس كأرشيف رقمي ”دلالة على الأهمية التاريخية للمواد التي تُدرج ضمن الأرشيف الرقمي“. لم أكن أُدرك أن الأصدقاء القلائل الذين يتابعون المدونة سيكونون يوماً ملايين القرّاء شهرياً في جميع أنحاء العالم. قبل كل شيء، لم يكن لديّ فكرة أنه في السنوات السبع التي تلي تأسيس المدونة سيصبح ذلك العمل، أعظم مصدر لأفراحي ومصدري الرئيسي لنمو شخصيتي، لتدعيم حياتي ورزقي، لإحساسي بالاهمية الشخصية، بل أنه المركز الروحي لي.

اليوم، عندما أنظر للوراء لأتأمل آلاف الساعات التي قضيتها في البحث والكتابة لموقع إلتقاطات العقول لأجمع آلاف من المواد المقروءة فأنا أختنق من العبَرة من شرف الإمتنان لهذه الرحلة، للفرح الذي أجنيه في القلب والعقل والروح، لكل الكلمات الجميلة التي تُصل إليّ من القراء حول العالم.

كثيرا ما يُرسل إليّ الشباب طالبين النصح والمشورة فيما يخص مساعدتهم في خلق رحلاتهم الخاصة لإكتشاف الذات، والبدء بعمل شيء يحبونه ويعشوقنه. وعلى الرغم من أنني أشعر أنّي غير مؤهلة لإعطاء النصائح مثل أولئك الذين يدّعون أنهم يملكون المعرفة الكليّة المطلقة. إلا أن هنالك سبعة أشياء تعلمتها في السنوات السبع التي قضيتها في العمل في موقعي الألكتروني، أهمها على الإطلاق هو التكامل الذي يجب أن يُخلق بين العمل والحياة، على هذا الإندماج أن لا ينفصم.

لقد تعرضتُ خلال هذه الرحلة للنجاح والفشل كعادة أي شخص أو مشروع ناجح. سأشارككم تجربتي ببعض النصائح ليس لأنها تنطبق على كل الحياة أو توفر مخططاً لكل الوجود، لكنها مجرد نصائح قد تستفيد منها بطريقة أو بإخرى في رحلتك الخاصة ولو بمقدار ضئيل. أنها نصائح تدعوك للتفكير في خلق المعنى الخاص بك وصناعة الغرض الذي وجدت من أجله:

1- لا ترتح لوجهة نظرك، وأسمح دائماً بتغيير وجهة نظرك. إزرع تلك القدرة السلبية في بالك. فنحن نعيش في ثقافة يُعتبر فيها عاراً أن لا تكوّن آرائك، لكن غالباً ماتتشكّل الآراء لدينا على أساس الإنطباعات السطحية أو الأفكار المفروضة من قبل الآخرين. لذا لزاماً علينا ”زراعة“ قناعاتنا والإلتزام برعايتها قدر الإمكان، مثل نبتة صغيرة تنمو شيئاً فشيئاً.

إنه أمر مُربك أن تقول ببساطة ”لا أعرف“، لكنه أمر أكثر جدوى أن تفهم الأمور من أن تكون على حق؛ حتى لو كان ذلك يعني أن تغيّر رأيك حول موضوع، ايديولوجية أو قبل كل شيء، نفسك.

2- لا تفعل شيئاً لمجرد السُمعة والهيبة أو المكانة أو المال لوحده، فقد لاحظ بول غاراهام: ”إن السمعة والهيبة مثل المغناطيس القوي الذي يُضلل معتقداتك حول ما تستمتع به، فقد يُسبب لك ذلك أن تعمل ما لا تُريد ان تفعله“.

إن هذه الأمور لا تجعل ما تقوم به في الصباح أموراً مثيرة، وهي لا تُثلج الصدر عند الذهاب للنوم ليلاً. إن هذه الأمور لا تُقدّم لنفسك مكافآت أعمق.

3- كُن كريماً، كُن كريماً مع وقتك ومع الموارد الخاصة بك. وتذكر أنه أسهل بكثير أن تكون ناقداً من أن تكون أحتفائياً، فالاعمال الأدبية إنتقدها أكثر مما تحتفي بها. لكن الاحتفاء بالعمل الجيد مطلوبُ أيضاً، لذا لا تبخل به.

4- إركن لبعض السكون بحياتك، تأمّل، أذهب للمشي، اركب الدراجة الخاصة بك واذهب بها إلى أماكن غير محددة. هناك غرض إبداعي لأحلام اليقظة، حتى الملل له تلك الأغراض الإبداعية. إن أفضل الأفكار تأتي عندما تتوقف عن التفكير محاولاً إقناع نفسك أن الإلهام الفكري لن يأتي.

5- الأمر الأكثر أهمية هو النوم. فالنوم يؤثر عندنا على لحظات الإستيقاظ، أن النوم يتلاعب بالحالة المزاجية عندنا، فنحن نميل إلى تقليل النوم بسبب العمل، ولكن يجب أن تعرف أن الأكثر أهمية هو صحتك وعقلك، لذا يجب الإهتمام بهما.

6- تقول مايا انجيلو: ”عندما يتحدث لك الناس عن أنفسهم صدّقهم، لكن عندما يحاولون أن يتحدثون عنك، لا تصدّقهم. أنت الحارس الوحيد لأفكارك الخاصة. أما الافتراضات التي يضعها لك الآخرون ستوجد سوء فهم لك عن نفسك“.

7- الثقافة هي من تقيس قيمتنا كبشر، ومكافأة ذلك هو الانتاجية، لذا كلما كنّا أكثر كفاءة وثقافة، كنا أكثر انتاجاً للابداع، لكن لا تعبد الانتاجية على حساب الكفاءة. أجعل من الحياة شيئاً يستحق أن يُعاش. وتذكر دائماً، أنت من تحدد كيف تقضي أيامك.

 المصدر

هذا المقال لا يعبر سوى عن رأي كاتبه، ولا يعبر بالضرورة عن رأي فريق المكتبة العامة.

Public library

موقع المكتبة العامة يهتم بنشر مقالات وكتب في كافة فروع المعرفة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى